تفوق السباح التونسي اسامة الملولي في الألعاب الأولمبية يذكرنا بعشرات المواهب الموزعين في المدن الأوروبية دون عناية ولا اهتمام من الدولة ومن هؤلاء الملاكم وليد عبدالرحمان. الصدفة وحدها وضعت في طريقي في مدينة جينيف السويسرية الملاكم المحترف وليد عبدالرحمان في مقهى قريب من المكتبة العربية في قلب المدينة الساحرة مع مجموعة من التونسيين، وليد عبدالرحمان المقيم في سويسرا منذ سنة 2005 لا يخفي غضبه وشعوره الكبير بالمرارة لحال الملاكمة في تونس قبل الثورة وهي حالة لم تتغير كثيرا بعدها فقد دفعته الظروف الصعبة وانعدام الأفق إلى «الفرار» والبحث عن مكان تحت الشمس وعن بلد يحترم موهبته ويوفر له اسباب العيش الكريم الذي لم يجده في بلده للأسف!
يقول وليد عبدالرحمان « اشعر بكثير من الألم لأني لا العب تحت راية تونس التي حرمت فيها من الإجازة إذ ان المسؤولين عن الملاكمة كانوا يحرموننا من الإجازة ويسترجعون منا جوازات السفر بعد عودتنا إلى تونس في مشاركات المنتخب الوطني الذي لم نكن تتقاضى فيه الا ستون دينارا شهريا وكانوا يسترجعون منا حتى الأزياء الرياضية حال وصولنا إلى المطار! اما في فريقي الترجي الرياضي فلم اكن أتقاضى اكثر من عشرة دنانير شهريا رغم أني كنت بلا عمل باستثناء بعض المهن الصغيرة التي امتهنتها للحفاظ على الكرامة».
وليد قال ل«الشروق» إن رئيس فرع الملاكمة في الترجي الرياضي حرمه من بطاقةالاحتراف وعندما شعر باليأس قرر «الحرقة» الرياضية بعد مشاركة في باريس إذ شارك مع المنتخب الوطني. في اكثر من تظاهرة رياضية في بولونيا وبلغاريا والمغرب والجزائر ومصر وحقق نتائج مهمة لكنه مثل زملائه لم يلق اي تشجيع ولا اهتمام لا مادي ولا معنوي لذلك لم يتردد في البحث عن فرصة خارج تونس فاستقر في جينيف التي فتحت له فيها الأبواب ويقول ان السويسريين هم الذين اتصلوا به وفتحوا أمامه الأبواب ومنحوه بطاقة الاحتراف وتعاقد مع كمال بوعلي المسؤول الاول عنه الان وهو يستعد إلى مقابلة مهمة جداً في مدينة لياج البلجيكية يوم 21 ديسمبر ويؤكد وليد عبدالرحمان انه عرف قيمة الرياضة والملاكمة في اوروبا وعرف حقيقة المعاناة التي يعيشها الشبان التونسيون وخاصة في الرياضات الفردية.
صرخة فزع
وليد عبدالرحمان تزوج في جينيف وهو يعيش حياة مستقرة وبدا يتذوق طعم النجاح تدريجيا لكنه لم ينس خطواته الاولى في تونس منذ ان كان عمره عشر سنوات عندما التحق بالترجي الرياضي وتدرب على ايدي نجيب الزدام وخميس الرفاعي والمولدي المناعي كما لم ينس زملاءه وأصدقاءه في تونس الذين مازالوا يعانون من اجل حبهم لرياضة الملاكمة وهنا يطلق وليد صيحة فزع من أجل إنقاذ رياضة الملاكمة وحل الملفات فلا شي تغير بعد الثورة حسب ما يراه في الملاكمة ويطالب وزير الرياضة طارق ذياب بضرورة الإسراع بإصلاح قطاع الملاكمة وفسح المجال أمام الشبان وتشجيعهم وإنقاذهم من الياس والإحباط فهم يتعرضون إلى «براكاجات» لمواهبهم حسب تعبيره. التقاه في جينيف نورالدين بالطيب