رغم كلّ ما قيل وما يقال فإن رياضة الملاكمة تظلّ سيدة الألعاب الفردية وهي التي أهدت تونس أول ميدالية أولمبية جاءت من قبضة البطل الحبيب قلحية قبل أن تأتي البرونزية الثانية في نفس الاختصاص عن طريق البطل فتحي الميساوي ثم يتوقف الحلم بالنظر إلى ما يُعانيه الملاكمون في مختلف الأوزان وفي مختلف الجمعيات وفي ما يلي عينة من شهادتين لملاكمين من الترجي الرياضي فماذا تراهما يقولان؟ مهدي الطرايدي (ملاكم دولي): اتهموني بأني «كلوشار» «تصوّر أني أتحصل على مبلغ 50 دينارا شهريا كمنحة من الجامعة»، هكذا بدأ الملاكم الدولي مهدي الطرايدي كلامه بحسرة وألم وخوف على مستقبله الرياضي. ويواصل «لقد طالبت فقط بحقي في عيش كريم، ويا ليتني لم أفعل فقد وضعني بعض المسؤولين في ورقتهم الحمراء أي ضمن المغضوب عليهم لقد دمرني فريد العلايمي وحسن الحوكي وعطلا مشاركتي في المنتخب الوطني بدعوى أني كبرت على هذه الرياضة وكان وقتها عمري 22 سنة فقط أي أستطيع العطاء أكثر. 3 سنوات من المعاناة بلا حلّ، أغلقت جميع الأبواب أمامي، ولم ينصفني أحد لا جمعيتي الترجي الرياضي التونسي ولا المنتخب وأنا شخصيا لا أريد الكثير من جمعيتي إلا استرجاع حقوقي ومواصلة هذه الرياضة التي أعتبرها حياتي وهدفي الأول وتوفير عمل محترم أعيش منه وأقول كفانا تهميشا لرياضة الملاكمة والملاكمين الذين يعانون الكثير، وجامعة الملاكمة تحاربهم وكأنهم أعداءها الشخصيين وقد قدمنا الكثير لهم من ميداليات ذهبية وفضية وإنجازات عالمية ولكن ذهبت كلها سدى...». سيف الدين النجماوي (ملاكم دولي): شيبوب طردني وأهانني «ذهبت إلى سليم شيبوب لأشكوه وضعيتي فقال لي بسخرية وإهانة «من أنت أصلا؟ واحمد الله أنك لعبت في الترجي ولم نطالبك بالمال». هذه الكلمات مازالت في أذني تتردد يوميا وهي إهانة لن أغفرها له، ولكن الله أخذ لي حقي وحق كل من ظلمهم هذا الرجل...». هكذا استهلّ سيف كلامه عن ألمه من شيبوب ويواصل «ليس فقط شيبوب الذي أهانني بل أيضا رئيس الجامعة «ضو الشامخ» الذي حاربني خاصة أنه الصديق المقرب لشيبوب. أنا لا أطالب بالملايين رغم أنها من حقي وأنا الذي قدمت الميداليات والألقاب ولكن أطلب عودتي للمنتخب الوطني ومواصلة هذه الرياضة وتوفير عمل محترم لي فأنا الذي أعيل عائلتي لذا أتمنى أن يصل صوتي إلى كل مسؤول شريف في هذه البلاد».