وتظهر في هذا الكتاب القيّم معرفة برهان الدين بالنحو وعلوم اللسان كافة، إذ جمع فيه كل ما يتعلق بإعراب القرآن الكريم ولغته يقول في مقدمته: «ولمّا كان اللسان العربي هو الطريق إلى فهم مفردات القرآن وجب صرف العناية إلى ما يتعلق به من علم اللسان تحريفا وإعرابا، وقلّ من سلك هذه الطريقة من المصنفين» وتوجد نسخ من كتابه «المجيد في دار الكتب الوطنية».
ولبرهان الدين تآليف أخرى في علم العروض والبلاغة ومعاني حروف العربية توفي سنة 742ه.
أما أخوه شمس الدين المتوفي سنة 744ه فقد نشأ بصفاقس وتكون بها ثم ارتحل صحبة أخيه إلى دمشق حيث أقرأ بالجامع الأموي ثم توجّه إلى حلب حيث تصدر للتدريس والتأليف.
ويجمع الرحالون والمؤرخون لصفاقس أنها كانت تقوم بدور كبير في العلاقات التجارية والاقتصادية بين إفريقية والمشرق والغرب وأوروبا منذ القديم.
فالتجار يقبلون على صفاقس من المغرب وصقلية وحتى من بلاد الروم ليشتروا الزيت وبضائع أخرى كما أن تجار صفاقس كانوا يضربون في البحار كما ذكر مرمول يقول البكرى في «المسالك والممالك» (ج2، ص699) «صفاقس في وسط غابة زيتون ومن زيتها يتزود أهل مصر وأهل المغرب وصقلية والروم وربما بيع الزيت منها أربعين ربعا قرطبية بمثقال واحد».
ويقول: «هي مدينة على البحر مسوّرة ولها أسواق كثيرة ومساجد وجامع، وسورها صخر وطوب، ولها حمامات وفنادق وقصور جمة وحصون ورباطات على البحر منها محرس بطرية وهو أشرفها، وفيها منار مفرط الارتفاع يرقى اليد في مائة وستين درجة، ومحرس جبلة ومحرس الريحانة، ومحرس مقدمان ومحرس اللوزة».