انخفاض العجز الطاقي لتونس بنسبة 7% في النصف الأول من 2025    الليلة: طقس مغيم والحرارة تتراوح بين 26 و34 درجة    زيلينسكي يرفض دعوة بوتين لعقد لقاء لإنهاء الحرب    الرابطة الأولى: حكام مباريات الجولة الثالثة    استعدادات وزارة النّقل للعودة المدرسية والجامعيّة والتكوينية    القصرين: السجن لشاب قتل والده ودفن جثته في مستودع    عاجل : تفكيك أكبر مصنع للكبتاغون في الشرق الأوسط بلبنان    قائمة المؤسسات القانونية الوحيدة للتكوين شبه الطبي في تونس    أرانب ''زومبي'' بقرون سوداء تثير رعب السكان    من اليابان : رئيسة الحكومة سارة الزعفراني تدعو إلى تكثيف المنح بالنسبة للطلبة التونسيين    دعوة المنتدب الجديد للنجم الساحلي لصفوف منتخب بلاده    إيداع شاب السجن بعد تهشيم بلور حافلة في سيدي حسين    خمس روايات تونسية ضمن القائمة القصيرة لجائزة كتارا للرواية العربية 2025    عاجل : رحيل الفنانة السورية إيمان الغوري    مدنين: حركية عبور مكثفة عبر الطريق الرومانية تزامنا مع توقف نشاط بطّاحات جزيرة جربة بسبب الاضراب    نيويورك.. عشرات الضحايا بمرض خطير والسبب'' الكليماتيزور''    عاجل: موعد ترسيم أطفال التحضيري    Ooredoo Music Fest by OPPO يعود في نسخته الثالثة مع عرض رڤوج وتجربة غامرة فريدة من نوعها    فتح مناظرة بالملفات للتسجيل في اختصاص ثان للحصول على الشهادة الوطنية للإجازة من أحد المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية    النادي الصفاقسي: اصابة اللاعب علي معلول وغيابه عن لقاء نجم المتلوي    الدعم الجزائري لجبهة "أزواد" ..هل ينقلب الى نقمة ؟    حجز 542 كلغ من المواد الغذائية غير صالحة للاستهلاك بولاية تونس    قرطاج الدولي يفتح أبواب السينما للأطفال: عرض مجاني لفيلم La Princesse et la Grenouille    دليلك القانوني في فرنسا: كيف تحمي نفسك من الترحيل والاحتجاز؟    عاجل : النجم الساحلي يتعاقد مع اللاعب الدولي الليبي نور الدين القليب    بطولة إفريقيا لرفع الأثقال: ياسمين الرضواني تحصد ست ميداليات منها ثلاث ذهبية    الحماية المدنية تطفأ 87 حريقا..    خزندار: إيقاف عنصر إجرامي محل مناشير تفتيش لفائدة عدة محاكم    تونس: إيقاف مسافر حاول الاعتداء على سائق مترو    عاجل : أمريكا تلغي أكثر من 6000 تأشيرة دراسية    تفاصيل الاتفاق المحتمل بين المقاومة وإسرائيل    هدير عبد الرازق ترد على اتهامات "محتوى غير أخلاقي": لجأت إلى القضاء لحماية سمعتي    العودة المدرسية: كل التلاميذ عندهم نفس الكراسات وبنفس العدد    دخول قسم الطب الباطني الجديد بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة حيّز الاستغلال    المولد النبوي : شوف كفاش تختار بين الزقوقو التونسي و المستورد؟    فاجعة: وفاة طفل بسبب أكلة..!    المشروبات شديدة السخونة.. "خطر خفي" يهدد صحتك    غازي معلّى: الأزمة الليبية لن تُحل إلا بحوار سياسي شامل    أمام 7 آلاف متفرج: الفنان اللبناني آدم يعتلي ركح قرطاج للمرة الأولى في مسيرته    صدمة علمية: مشروباتنا اليومية مليئة بالبلاستيك...تفاصيل!    النجم الساحلي يضم لاعب الوسط الليبي نور الدين القليب    ألكاراز يفوز ببطولة سينسيناتي للتنس بعد انسحاب سينر في النهائي    لدى استقباله المنفي.. سعيد يؤكد ان الوضع الليبي شأن داخلي خالص    تاريخ الخيانات السياسية (50).. حبس الخليفة المستكفي حتى وفاته    قربة: في انقلاب حافلة خاصة بالعملة: وفاة عاملة وإصابة 20 آخرين    في مهرجان قرطاج: «ثلاثون» يعيد الحياة لإرث فاضل الجزيري    عاجل/ القبض على مسافر تهجّم على سائق مترو    تقصير وسوء تصرّف: وزارة الرياضة تقرّر حل هذا المكتب الجامعي.. #خبر_عاجل    أسعار الزقوقو    غرفة تجار الدواجن تدعُو وزارة التجارة للتدخّل لضبط هوامش الربح بالنسبة للبيض    حالة الطقس هذه الليلة..    الميزان التجاري الغذائي يسجل فائضا خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025    عرض "رقوج " ... تجربة فنية إبداعية من صنف الكوميديا الموسيقية تبهر جمهور مهرجان صفاقس الدولي    صيف وضيف...الفنّانة التشكيليّة الشابة غادة عسكري (حمام الأنف).. .. رؤى الحداثية لإبراز التّراث العربي الإسلامي    حكايات وحِكم.. يجود علينا الخيّرون بمالهم.. ونحن بمال الخيّرين نجود    تاريخ الخيانات السياسية (49)...توزون يفقأ عيني الخليفة المتّقي    عاجل : فلكيا...موعد عطلة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام و الخاص    هام/ عطلة بيوم بمناسبة المولد النبوي الشريف..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع أئمة السنّة : منهج ابن حنبل الفقهي
نشر في الشروق يوم 16 - 08 - 2012


يعتمد ابن حنبل أربعة أصول في فقهه ويتمثل:

الأصل الأول : في القرآن والحديث فإذا وجد ابن حنبل النص فيهما لا يلتفت الى ما خالفهما ولا من خالفهما.


الأصل الثاني : فتاوى الصحابة واجتهادهم، فنرى أحمد بن حنبل يعتمد رواياتهم ويقرّ أحيانا رأيين لهم معا، وإذا اختلفوا تخيّر من أقوالهم ما كان أقربها الى الكتاب والسنّة ولم يخرج عن أقوالهم، وما لم يوافق الكتاب والسنّة أمسك عنه.


الأصل الثالث : الأخذ بالحديث المرسل والحديث الضعيف، وقدّمهما على القياس، وهو لا يعتمد الحديث الضعيف إذا عارض القرآن والحديث الصحيح ولم يعمل به خاصة إذا كان يتعلق بالتحريم أو التحليل، أما إذا كان يتعلق بالأخلاق الفاضلة، والدعوة الى المكارم والاحسان وأعمال الخير فهو يعمل به. يقول: «إذا روينا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشدّدنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في فضائل الأعمال، وفي ما لا يضع حكما ولا يرفعه تساهلا في الأسانيد».
أما الأصل الرابع فهو القياس للضرورة إذا لم يكن هنالك نصّ من القرآن أو الحديث أومن أقوال الصحابة ولا أثر لحديث مرسل أو ضعيف، ويلتجئ إذّاك الى الأخذ مثلا بقول الشافعي يقول: «إذا سئلت عن مسألة لا أعلم فيها خبرا قلت فيها بقول الشافعي لأنه عالم قريش» (انظر طبقات الحنابلة للقاضي بن أبي يعلي، ج1 ص 6).
يقول ابن خلدون «أما أحمد بن حنبل فمقلّدوه قليلون، لبعد مذهبه عن الاجتهاد وأصالته في معاضدة الرواية، وللأخبار بعضها ببعض وأكثرهم بالشام والعراق في بغداد ونواحيها، وهم أكثر الناس حفظا للسنّة ورواية الحديث».
وإن كان معتنقو هذا المذهب قليلين في البلاد الاسلامية بالنسبة الى المذهب المالكي والمذهبين الحنفي والشافعي فإنه غالب الآن في المملكة العربية السعودية.
قال الشاعر في القديم:
«يقولون لي قد قلّ مذهب أحمد
وكل قليل في الأنام ضئيل
فقلت لهم: مهلا غلطتم بزعمكم
ألم تعلموا أن الكرام قليل»
وذكر ابن الأثير في تاريخه في أحداث سنة 323ه ما فعله الحنابلة فقال «وفيها عظم أمر الحنابلة، وقويت شوكتهم وصاروا يكبسون دور القواد والعامة، وإن وجدوا نبيذا أراقوه، وإن وجدوا مغنية ضربوها وكسّروا آلة الغناء، واعترضوا في البيع والشراء ومشي الرجال مع النساء، فإذا رأوا شيئا من ذلك سألوا الذي معه ما هو السبب فأخبرهم وإلا ضربوه وحملوه الى صاحب الشرطة وشهدوا عليه بالفاحشة».

وقد ذكر ابن الأثير مما ينكر من أفعالهم ببغداد من جرّاء العصبية التي عرف بها أتباعهم من العامة. وقد عاب كثير من العلماء تطرفهم واستعمالهم العنف، «ومما يؤخذ على فقه ابن حنبل انه يأخذ بالتشديد في طائفة من الأمور حتى اشتهر بين الناس أن مذهب ابن حنبل يمثل العنف والتضييق، وصار الناس يقولون للشخص إذا كان متزمتا أو متعنّتا: أنت حنبلي» (انظر: أحمد الشرباحي: الأئمة الأربعة ص 167)، ويقول الفقيه الحنبلي أبو الوفاء بن عقيل عن الحنابلة «هم قوم خشن، تقلّصت أخلاقهم عن المخالطة، وغلظت طباعهم عن المداخلة، وغلب عليهم الجد، وقلّ عندهم الهزل.. وتمسّكوا بالظاهر تحرّجا من التأويل» (نفسه: ص 171).

ومما يلاحظ أن الحنابلة أو العامة منهم قد أفرطوا في مقاومة ما لا يعجبهم أو يرضيهم وكونوا جمعيات «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» عن طريق العنف والغلظة والتهديم ولم يتفاعلوا مع المجتمع، ويلائموا ظروف العصر والتقدم فقد علّق ابن الأثير قديما على أتباع هذا المذهب بأنهم يحطمون آلات الغناء ويضربون المغنيات وكلما رأوا رجلا يمشي مع امرأة استوقفوهما وسألوهما عمّا يربط بينهما وإلا قدّموهما الى الشرطة أو يقع ضربهما وتعنيفهما.

يصدر كل ذلك عن ارتباط وثيق بالنصر بدون اجتهاد وليونة في التأويل والتفسير وبدون اعتدال ولطف وتفهّم. قال اللّه تعالى مخاطبا رسوله الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم {ادع الى سبيل ربّّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}. (سورة النحل: 125).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.