فعلا أنا بطبعي لا أحب الكلام كثيرا وعندما جئت لرئاسة الجليزة كنت دائما أفضل العمل في صمت لأني مقتنع بأن دوري هو خدمة الجمعية لا البحث عن الاشهار المجاني الكاذب وحتى في أحلك فترة كما أراها في تاريخ الجليزة عند دخول مصير الجمعية أروقة المحاكم وهي سابقة خطيرة لن تمحوها الأيام بسهولة فقد فضلت الصمت لأن الحديث وقتها لن يحل المشكل بل سيزيد من تهويل الأوضاع ثم عند صدور الحكم قلت في قرارة نفسي سألتزم بالقانون : أما اليوم وقد اقترب موعد الجلسة الاستثنائية فقد قررت توضيح بعض ما جرى ومصارحة القاعدة الجماهيرية حتى لا يتم استغفالها.
لكن ما الذي جرى حتى يتدخل القضاء لفسخ شرعيتكم
أنا حتى الآن لم أجد مبررا لما جرى وهذا ما أتعبني فقد كنت دائما أميل إلى الوفاق والتعاون وقد كنت منذ شهر مارس أريد انهاء الموسم والانسحاب لأسباب مهنية وقتها اتصلت بالأستاذ الطيب بالصادق الذي كان يرغب في التعاون من أجل تسليم المسؤولية بطريقة سلسة وحضارية في وقت جاءني فيه رياض الجريدي ليقسم لي أنه لن يعود مجددا للرئاسة لكن المفاجأة حصلت بعد ذلك بتكوين جبهة معارضة عملت في البداية على عرقلتنا بكل الطرق ثم استغلت الجانب القانوني بعد انسحاب نصف تركيبة الهيئة المديرة لتقدم عريضة في سحب الشرعية لدى القضاء وقد صدمني ذلك لأن أغلبية جمهور «الجليزة» ظل صامتا لامباليا واندهشت للذاكرة الضعيفة لهذا الجمهور الذي طلب مني بإلحاح قبل عام من الآن من أجل إنقاذ الفريق الترشح للرئاسة في وقت هربت فيه الهيئة السابقة وسلمت المسؤولية دون محاسبة إلى لجنة مستقلة عينتها هي على المقاس ورغم أني لم أكن أرغب في تحمل المسؤولية وقتها لأسباب مهنية فقد اضطررت لسد ذلك الفراغ قبل أيام معدودة من الموسم الجديد وذلك حبا لجمعيتي وأشهد أمام الله أني عملت بكل صدق وتفان وشفافية ونظافة يد طوال الموسم المنقضي ولم أفهم حتى الآن كيف انقلبت الحقائق وكيف يقبل جمهور الجليزة اليوم بعد الثورة بعودة من خرج من النافذة بثوب البطل.
لكنك كنت سباقا في جر الهيئة السابقة إلى المحكمة؟
نعم هذا صحيح لكن ذلك كان دفاعا عن ممتلكات الجمعية وأموالها والمحافظة على حقوقها وذلك أيضا حصل بعد استنفاد كل المساعي الصلحية والوساطات في استرجاع مبلغ مائة مليون ذهبت دون وجه حق إلى حساب الرئيس السابق وقد رفعت الأمر للقضاء عندما عجزت عن استرجاعها ثم أيضا فضلت في الأخير الصلح وتنازلت عن القضية رغم عدم تسديد المبلغ بالكامل ، أما القضية الثانية فهي مازالت منشورة حتى اليوم على أنظار القضاء من أجل استعادة تجهيزات وممتلكات الجمعية التي افتقدناها عند تسلم المسؤولية وأظن أن كل محب غيور على الجليزة لا يمكن أن يلومني على ذلك بل وجب عليه شكري لأني حافظت على حقوق الجمعية.
وماذا عن الحكم الصادر في 3 أوت؟
أنا لا أناقش حكما قضائيا وأمتثل للقانون ولكني أطلب من الجميع احترامه ، الحكم الصادر أبقاني في التسيير إلى حين انعقاد الجلسة الاستثنائية بينما وجدت نفسي مبعدا وحصل سطو علني في واضحة النهار من أطراف تدخلت دون قانون وفرضت نفسها وصية على الجمعية.
لكن هيئتك تخلّت مبكرا عن واجباتها وتركت الفرصة للآخرين؟
صحيح قد حصل ذلك وانا منذ رفع الأمر للقضاء ومراعاة لتاريخ ومصلحة الجمعية فضلت عدم الدخول في تصادم مع الطرف المعارض خوفا من تحول الموضوع إلى انشقاق وتعصب بين أبناء الجمعية وتفاديا لما يمكن أن ينتج عنه من تطورات خطيرة ، بل عكس ذلك أنا انتظرت أن يعمل هؤلاء على طلب المساعدة قصد العمل على امضاء عقود الانتدابات الجديدة بما أنهم لا يملكون الشرعية التي تخول لهم ذلك لكن للأسف تمادوا في الاستفزاز والتجاوزات الأخلاقية من خلال تحريض اللاعبين الذين في حوزتهم صكوك ضمان على تنزيلها في حساباتنا من أجل توريطنا في قضايا مالية وهذا عيب وتصرف انتقامي.
لماذا تراجعت عن نية الابتعاد وقررت الترشح من جديد؟
بعد كل الذي جرى وبعد أن اتضحت لي الصورة كاملة أشعر بخيبة أمل كبرى لما آلت اليه الأمور وأسفي على جمهور الجليزة الذي خدعته المغالطات ولذلك فقد قررت رفع التحدي من جديد معولا على صدقي ونيتي السليمة ونظافة يدي وحبي لهذه الجمعية وأنا عازم على التضحية بوضعي المهني وسأترشح على رأس قائمة للجلسة الاستثنائية وسأترك الحكم يومها لأبناء الجليزة الصادقين للحسم في من هو أجدر.