أنشئت منطقة العروسة كمنطقة معتمدية لكن رغم صيغتها الادارية وضرورة استقلاليتها في المجال الصحي فإن متساكنيها مازالوا يتعاملون في علاجهم مع مستوصف منذ عديد السنوات مما أثار قلق الأهالي وحرك في أذهانهم عديد الاسئلة. من هذه الأسئلة عدم الاستجابة لمطالبهم الاساسية التي تطرح باسمرار والتي يعتبرونها من الاوليات الضرورية التي نادوا بها قبيل وبعيد الثورة والمتمثلة أساسا بتحسين وضعية المستوصف أولا ثم المطالبة باحداث مستشفى محلي بالمنطقة على غرار بقية معتمديات الولاية. وبقطع النظر عن النقص الفادح في سيارات الاسعاف بالمستوصف إن لم نقل غيابها كليا فان الضرورة تحتم على اولي الامر من المشرفين على المجال الصحي بوزارة الاشراف اخذ هذا المعطى باكثر جدية وايلائه ما يستحقه من اهمية لانه كم من حالة مرضية استعجالية وحالة مخاض تتطلب حينيا توفير مثل هذا الاسطول بالمستوصف لكن متساكني المنطقة وحسب العديد ممن تحدثوا الينا يضطرون مكرهين للاستنجاد بوسائل نقل خاصة وما يكلفهم ذلك من مصاريف اضافية هم في غنى عنها لذلك يلجؤون إما الى المستشفى المحلي ببوعرادة او الى المستشفى المحلي بقعفور لذلك يرون بضرورة احداث قسم توليد لتخفيف العبء على المواطن وتقريب الخدمات الصحية منه وذلك للحد والتقليص من امكانية تعرض النسوة اللواتي هم في حالة مخاض الى مضاعفات صحية نتيجة نقلهن في سيارات خاصة وليس من قبيل المبالغة ان نذكر ان بعض النساء يلدن احيانا قبل وصولهن الى المستشفى المحلي باحدى المنطقتين (قعفور أو بوعرادة) وهو ما يشكل بالتالي خطرا كبيرا على حياتهن.
مشكلة اخرى لا تقل اهمية عن انعدام قسم التوليد وتتمثل في نقص الادوية اذ يضطر اغلب المرضى الى شراء اغلب الادوية من الصيدليات من مالهم الخاص وهذا ما جعل العديد من المواطنين يسأمون من هذه الوضعية التي اثقلت كاهلهم.
بعض المواطنين طرحوا اشكاليات اخرى تتعلق اساسا بضيق قاعة الانتظار التي لم تعد قادرة على استيعاب العدد الكبير للمرضى المتأتين اغلبهم من عمادات المنطقة لذلك يرون ضرورة توسعتها حتى تستجيب لتطلعات المرضى من اجل تجنب الازدحام وربما المشادات الكلامية في بعض الاحيان وذلك حتى يتسنى للاطار الطبي وشبه الطبي تأدية وظيفتهم في احسن الظروف.
ومن خلال طرح هذه النقائص فان ممن تحدثوا الينا يجتمعون في نقطة وحيدة تتمثل في طرح ملف احداث مستشفى محلي بالجهة باكثر جدية من قبل سلطة الاشراف خاصة بعد ان اصبحت مدينة العروسة منطقة معتمدية وآهلة بالآلاف من السكان تتطلب مستشفى وليس مستوصفا كما هو عليه الحال الآن. فهذا التساؤل لا يحجب المجهودات المبذولة من طرف الادارة الجهوية للصحة العمومية بسليانة لطرح هذا الملف كما لا يحجب ايضا المجهودات المبذولة من طرف الممرضين والاطباء للعناية بالمرضى وتوفير افضل الخدمات لهم لكنه يحمل في طياته مطالب مشروعه للمواطنين يحلمون بمستقبل افضل للمنطقة. فهل ترى احلامهم النور؟