شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن له طابع روحاني خاص في كل البلاد الإسلامية حيث غذاء الروح ونبذ الشهوات والملذات وتوسل المغفرة من المولى عز وجل، رمضان في تالة وكباقي المدن الاسلامية له طعم خاص وبهذه المناسبة التقينا بالسيد العياشي كعباشي وهو أحد أبناء الجهة ليحدثنا عن رمضان. يقول محدثنا إن هذا الشهر الكريم ليس ككل الأشهر ففيه ليلة خير من ألف شهر كنا نستعد إليه في البيوت قبل مدة زمنية إذ تطلى الجدران بالدهن وتنظف وتحضر العولة كأن في الأمر ما يشبه الاستعداد لعرس ثم ينعكس هذا الاستعداد على الجهة إذ تنظف الشوارع وتعلق اللافتات وقد كتب عليها أحاديث نبوية وآيات قرآنية تتصل بالصيام والإيمان وتعلق الأشرطة الضوئية ويقضي المؤمن يومه في الصلاة والتجول في السوق البلدي أين تعرض البضاعة بشتى أنواعها وتتعالى الأصوات ولا تهدأ إلى أن يحين موعد إطلاق مدفع الإفطار، فيأخذ المؤمن ما كتب الله له من غذاء، وبعد الإفطار يكون المقصد إما المسجد لمن يصلي أو المقهى أو التنقل في الشارع الرئيسي حيث تعترضك رائحة الحلويات التي تنبعث من دكاكين الباعة وقد تفننوا في تصنيفها على أشكال تسحر الألباب وكذلك تقصد العائلات العيون وما أكثرها في تالة للتمتع بعذوبة مياهها وتعبئة ما لديهم من الأواني بالمياه. ثم وفي ساعة متأخرة من الليل تطل عليها دقات هادئة على الطبل كما استأنسنا بها من الشيخ الأزهر الهداوي «بوطبيلة» (رحمه الله) لتعلن عن بدأ موعد السحور. وفي تألم وإحساس عميق بالحسرة يضيف محدثنا: أما اليوم فقد فرض الصمت على مدفع رمضان وغاب «بوطبيلة» على الوجود نهائيا وطفت العديد من الظواهر المزعجة كالإطلاق المفرط للفوشيك إذ انتشر بشكل لافت للانتباه دون أن يراعي مطلقوه الأخلاق العامة، وطفت الدراجات النارية التي باتت تزعج المارة وتقلق راحتهم. فمؤسف يقول محدثنا أن نقول لهم لكم رمضانكم ولنا رمضاننا وفي خاتمة حديثه رجانا أن نبلغ صوته عسى أن يصل إلى المسؤولين الجهويين والمحليين حتى يلتفتوا إلى حي قعلول المتاخم لحي المنجي سليم الذي غادرته العديد من العائلات لسبب الطريق الوعرة المؤدية إليه.