في «بستان الواعظين» لابن الجوزي روي عن رسول الله ے أنه قال: «إن العبد المؤمن إذا قام في رمضان إلى السحور فتوضأ وصلى ركعتين جعل الله خلفه سبعة صفوف من الملائكة، فإذا فرغ أمنوا على دعائه، ويكتب الله له بعددهم حسنات، ويرفع له بعددهم في الجنة درجات، ويمحو الله له بعددهم سيئات، ثم لا يزالون يدعون ويستغفرون له إلى يوم القيامة». ويدل هذا الحديث على قيمة السحور، ومدى ثواب المتسحرين في الدنيا والآخرة، فالسحور بركة كما قال صلى الله عليه وسلم، أما الثّريد المذكور في الحديث فهو الخبز المجعول في المرق واللحم، يقال ثرد الخبز ثردا أي فته وبله بمرق، والإسم: الثّردة، ولعل كلمة الزردة العامية التونسية تطوير صوتي لكلمة الثردة قال الشاعر: إذا ما الخبز تأدمه بلحم فذا وأمانة الله الثريد والسحور من مميزات رمضان، فمن السنن، قال صلى الله عليه وسلم: تسحّروا فإن الله يحب المستحرين، والملائكة تصلي على المتسحرين وتستغفر لهم. وقال: لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور، وقال: تسحروا فإن السحور بركة، أخرجه البخاري ومسلم، وقال تسحروا ولو بحبة. واقتضى السحور وجود وظيفة المسحر الذي يوقظ الناس لتناول السحور طيلة الشهر الكريم يطوف كل ليلة على بيوت الحي، ضاربا الطبل، وداعيا بأعلى الصوت أن هبوا للسحور.
ويسمى بتونس بوطبيلة، يقرع طبلته قراعات متوالية وأحيانا متوازنة مناديا: قوموا للسحور، قوموا للسحور. يتبع