أسدل الستار مساء الأربعاء على مهرجان قرطاج الدولي في دورته ال 48 الذي احتضن 30 سهرة من مختلف بلدان العالم، سهرات بقيت في الذاكرة وأخرى نسيها الجمهور بمجرّد مغادرته المسرح. وقد افتتح مهرجان قرطاج بعرض «استفتتاح» وهو عبارة عن تكريم مجموعة من الفنانين بصوت أكثر من 30 فنانا تونسيا في وصلات غنائية تراوح بين المالوف والطبوع.
دورة مستنسخة
مهرجان قرطاج لهذه السنة جمع بين مختلف الأنماط الموسيقية، من المزود والأغاني وبالرغم من التنوّع إلا أن دورة هذه السنة لم تختلف عن الدورات التي سبقت الثورة فالوجوه تتكرّر من سنة الى أخرى على غرار صابر الرباعي ونجوى كرم ومارسيل خليفة وكاظم الساهر ووائل جسّار وراغب علامة، فعندما شاهدنا هذه الحفلات خلنا أنفسنا في قرطاج 2010.
وكنا نعتقد أن غياب مهرجان قرطاج في دورته الفارطة سوف يغيّر استراتيجية البرمجة ونوعية العروض لكن بقي مهرجان قرطاج على حاله مثلما بقيت إدارته على حالها. فكانت النتيجة مهرجانا مستنسخا عن الدورات السابقة عندما كان القصر باسطا يده على قرطاج، لكن السؤال المطروح اليوم: مَن المتحكم في برمجة مهرجان قرطاج الدولي؟ والحال أننا نعيش على وقع ثورة لم يمر عليها سوى 18 شهرا؟ لكن دار لقمان بقيت على حالها...
سهرات في الذاكرة
سهرات من مهرجان قرطاج بقيت في الذاكرة ليس لقيمتها الفنية وإنما للفوضى التي شهدتها وقلة التنظيم على غرار حفل نجوى كرم وراغب علامة، هذان الفنانان اللذان لم يأتيا بالجديد بل ردّدا أغاني مستهلكة حفظها الجمهور وملّها.
ما بقي في الذاكرة أيضا هو ما حصل لبعض أعضاء المجلس التأسيسي ووزير حقوق الانسان سمير ديلو ووزيرة المرأة سهام بادي عندما رفع الجمهور في وجوههم كلمة «ديڤاج».
قرطاج لسنة 2012 انتهى لكنه لم يأت بالجديد ولم يتخلّص من ثوب القديم... فهل أن الدورة القادمة ستكون بنفس الثوب؟ يبقى هذا رهين الادارة الجديدة أو القديمة لمهرجان قرطاج الدولي.