تتجه الساحة السياسية نحو «استقبال» مولود حزبي جديد، هو عبارة عن خليط من المستقيلين والمستقلّين من مختلف العائلات السياسية الإسلامية والقومية واليسارية، وهو عبارة عن تيار ثالث يسعى إلى الحدّ من الاستقطاب بين «النهضة» و«نداء تونس». فقد قرّر 10 أعضاء من التيار الإصلاحي للحزب الديمقراطي التقدمي و7 أعضاء سابقين من حزب التكتل و2 من الأعضاء السابقين بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية والعديد من النواب المستقيلين، إحداث حزب جديد يثري المشهد السياسي التونسي، وهو حزب قد يكون من أبرز الأحزاب من حيث عدد المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي، وسيمثّل طرفا ثالثا مهما بين حركة «النهضة» وحركة «نداء تونس» حسب ما أكّدته مصادر إخبارية أمس. هذا المولود الجديد سيقدّم نفسه كحزب ديمقراطي اجتماعي حيث يؤكّد مؤسّسيه أن تحقيق أهداف الثورة ستكون من أولوية هذا الحزب
وقال المنسق العام للتيار الإصلاحي للحزب الديمقراطي التقدمي محمد الحامدي ل «الشروق» إن التيار يتجه إلى إعلان حزب ديمقراطي اجتماعي يكون له دور رئيسي في توحيد الشتات، وهو عبارة عن «طريق ثالث» في ضوء الاستقطاب الثنائي بين «النهضة» والباجي قائد السبسي. وأوضح الحامدي أنّ الحزب الجديد يجمع مختلف التيارات السياسية المعتدلة، من التيار القومي إلى التيار الإسلامي المعتدل إلى اليسار المعتدل إضافة إلى مجموعات نقابية. ومن بين الملتحقين بهذا الحزب الجديد، النائب بالمجلس الوطني التأسيسي والعضو بحزب التكتل، سليم بن عبد السلام
وحسب المصادر ذاتها سيكون الإعلان الرسمي عن ولادة هذا الحزب خلال ندوة صحفية ستعقد في النصف الأول من شهر سبتمبر 2012، أما تاريخ مؤتمره الأول فمن المقرّر أن يكون في بداية أكتوبر 2012.
وإحداث هذا الحزب هو نتاج مفاوضات متواصلة بين مختلف الأحزاب التي ترغب في إنهاء حالة التشتت بين القوى الديمقراطية والوسطية، وقد أكّد مؤسّسو هذا الحزب أنّهم لا ينوون الدخول في تحالفات أو ائتلاف انتخابي مع أحزاب أخرى.
وحسب مراقبين من المنتظر أن يقف هذا الحزب الجديد موقفا وسطا بين النهضة (الإسلامية) ونداء تونس (الليبرالية) والجبهة الشعبية 14 جانفي (اليسارية) لذلك يمثل إطارا للحدّ من الاستقطاب بين هذه الأطراف الثلاثة.
وتذهب أطراف سياسية وخصوصا من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية إلى اعتبار أن الاستقطاب بين «النهضة» و«نداء تونس» يهدّد الديمقراطية في تونس، وهو ما يفسّر الحاجة إلى خيار ثالث ينهي حالة التشتت بين القوى الوسطية ويخلق متنفسا جديدا بعيدا عن التجاذبات الإيديولوجية والمزايدات السياسية بين أطراف كلّ منها يترصد أخطاء الطرف الآخر للاستفادة منها والبناء عليها وكسب نقاط على حساب خصمه.