دكاكين مغلقة او شبه فارغة من السلع... حركية تجارية فاترة او منعدمة... احتكار وتلاعب بالاسعار... أكداس من الفضلات هنا وهناك... هكذا كان المشهد في أغلب الاحياء السكنية والمناطق العمرانية في اليوم الثالث للعيد. منذ ايام العيد كانت أكداس الفضلات وبقايا «كرتونات» التجار تملأ الشوارع والانهج ومداخل الاحياء في مشهد فوضوي مله المواطن ولم يجد له حلا وبقيت اغلب هذه الاكداس والفضلات الى صبيحة اليوم الثالث للعيد.
فعطلة عيد الفطر لهذه السنة كانت مطولة لدى البعض بما جعل الاهالي والمتساكنين ممن لم يأخذوا احتياطاتهم ويتزودوا باحتياجاتهم في وضعية نقص لبعض المواد وخاصة الخضر واللحوم فحضر الاحتكار ورفع الاسعار في غياب السلط الرقابية.
اسعار اللحوم الحمراء يتم تداولها منذ ليلة العيد بأثمان لا تنزل عن العشرين دينارا رغم ان اغلب «القصابة» كانوا يذبحون الاغنام ويسلخونها امام دكاكينهم وقد سالت الدماء في كل مكان وكلما بيعت «سقيطة» الا وتم سحب ذبيحة اخرى من بين مجموعة تنتظر دورها ورغم هذه الاسعار المشطة فقد كان الاقبال على الشراء مكثفا فما كانت «السقيطة» لتعلق اكثر من دقائق حتى تجد طريقها الى قفة الحريف لتعوضها اخرى.
عدد قليل من دكاكين الخضر والغلال فتحت ابوابها في اليوم الثالث للعيد فوجدت في الندرة فرصة لفرض اسعارها المشطة وتوزيع ما بقي لديها من بضائع تزودت بها قبل العيد ولم تجد طريقها للتوزيع وكان اغلبها قد فقد نضارته وبدا الى «سقط المتاع» اقرب ويفسر التجار غياب «السلع» الجديدة بتباطؤ التوزيع في مسالك اسواق الجملة.حال المخابز في اليوم الثالث للعيد لم يكن افضل فقد استغل بعضهم الظرف لفرض توزيع «الباقات» بدل الخبز العائلي فكنت ترى صفوفا من الناس تنتظر دورها للتزود بحاجتها وقد جعل هذا الاقبال المكثف اصحاب المخابز يحجمون عن توزيع الخبز في الدكاكين و«العطريات».