تعتبر مطاعم الأكلات الشعبية في سوسة مثل العديد من الولايات ملجأ العديد من الفئات الاجتماعية لسبب أو لآخر وخاصة الطبقة الضعيفة والمتوسطة الدخل نظرا لتناسب أسعارها مع مدخول هذه الفئات ولأنهم يجدون فيها نكهة تقارب ما تعودوا عليه من الأكلة المنزلية. إلا أن هذه النوعية من المطاعم بدأت شيئا فشيئا تفقد صفتها المميزة ولم يبق فيها غير اسم «الشعبية» حيث بدأت شعبيتها تتقلص لانخراطها في موجة ارتفاع الأسعار مما جعل المترددين عليها أمام الغلاء الفاحش يتساءلون أين سنذهب؟ هل نجوع؟ فقد فوجئ المواطن بعد عيد الفطر بسعر «كسكروت تن» يرتفع إلى 1700 مي بزيادة 200 مي و«الصحن تونسي» 2500 مي بزيادة 500 مي و«صحفة اللبلابي» ب1700 مي بزيادة 300 مي ومن يريد إضافة كمية قليلة «حفنة» من التن يدفع دينارا إضافيا أو كمية صغيرة من الحمص يدفع 600 مي هذه الأسعار الدنيا فهناك مطاعم أخرى قد رفّعت بصفة أكثر في أسعار هذه الأكلات مثلما رفعت في باقي الوجبات والتي بدأت أسعارها تُفْقِدُها شعبيتها.
«الشروق» التقت السيد حافظ مفتاح صاحب مطعم شعبي فاشتكى من غلاء أسعار المواد الغذائية قائلا: «علبة التن عرفت ارتفاعا في سعرها بأربعة دنانير في سنة واحدة وغيرها من المواد التي نستعملها لتجهيز هذه الأكلات مما يجعلني لا أستطيع المحافظة على نفس الأسعار»، وحول إن كانت هذه الأسعار خاضعة لقوانين أو للمراقبة أجاب السيد حافظ «نحن من نتحكم في هذه الأسعار بالاستظهار بفاتورات المواد الغذائية التي نستعملها فمتى ارتفعت أسعار هذه المواد فنحن نضطر لرفع أثمان الوجبات الغذائية التي نقدمها للمواطن فلا نتحرك من فراغ حلقات السلسلة الاقتصادية تتأثر ببعضها... فهل من حلول حتى لا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي».