ظاهرة ملفتة للإنتباه نراها في شوارعنا يوميا «صاندويتشات» على قارعة الطريق شبان أو كهول ينتصبون في أكثر الأماكن حركية وعبورا للمواطن بالقرب من محطات الحافلات والميترو، قبالة المعاهد والمدارس وحضائر البناء وحتى أمام ملاعب كرة القدم يسجلون حضورهم كلما إنتظمت مقابلة لينعشوا جيوبهم بعائدات محبي الأكلات السريعة هؤلاء زادهم عربة وبعض الاطباق من البيض المطبوخ وعلب هريسة وقارورة زيت قد تكون زيت زيتون وبعض خبزات الطابونة أو الملاوي وفي أقصى الحالات تضاف الى هذه المكونات قطعة سلامي أو بطاطا مقلية حسب الإختيار وهذه العربات باتت اليوم تزاحم بشكل كبير المطاعم سيما وأنها تقدم بدورها خدمات سريعة وأقل تكلفة من تكلفة المطاعم إذ أن أقل صاندويتش يقدر ثمنه ب 1500 مي في المطاعم في حين أن الحصول على وجبة من هذه العربات لا تتجاوز 700 أو 800 مي وهو ما يتماشى مع إمكانيات أصحاب الدخل الضعيف والميزانيات المحدودة وكثيرا ما نرى خلال اليوم وفي موعد الفطور أو حتى قبله تجمعا غفيرا حول هذه العربات كل في إنتظار دوره للحصول على «كسكروت». صندويتشات ملوثة تحذيرات كثيرة يقدمها الأخصائيون من ضرورة الإبتعاد عن الأكلات السريعة بعد أن أصبحت عادة لا نستغني عنها في حياتنا اليومية وهذه التحذيرات تقصد بالتحديد صاندويتشات المطاعم لأن إمكانية الإخلال فيها بالشروط الصحية واردة فما بالنا بصاندويتشات تعد في ظروف أسوأ من ظروف المطاعم أي في الشارع وعلى قارعة الطريق حيث الغبار ودخان السيارات والهواء الملوث أسئلة كثيرة لابد من أن يطرحها كل المقبلين على هذا النوع من الأكلات هل أن وجبتهم صحية هل تستجيب لشروط السلامة هل أن ضيق الوقت وقلة ذات اليد يبرّر إقبالهم على تناول مثل هذه الوجبات ؟ كلها أسئلة توجهنا بها الى الدكتور عبد المجيد عبيد أستاذ مبرز وأخصائي في التغذية بالمعهد الوطني للتغذية وأكد لنا أن الإحتياط واجب على المستهلك من هذه الصندويتشات السريعة خاصة وأن مكوناتها جاهزة وغير مطبوخة وأهم ما يشير إليه الدكتور بهذا الخصوص هو عنصر التلوث الذي يعتبر السمة الأبرز للصاندويتشات المعدة على قارعة الطريق وهي أكثر تلوثا بكثير من تلك التي نشتريها من المطاعم ولسبب بسيط وهو أنها أكثر عرضة للغبار والأتربة والشمس ودخان السيارات بإعتبارها تعرض في الشارع والمتأمل في مكونات هذه الأكلات يرى أن البيض والهريسة والجبن والزيت هي المكونات الأساسية وتكون غير مغطاة وتفتقر الى أبسط شروط السلامة الصحية. أكلات دخيلة هذه الأكلات يعتبرها الدكتور أكلات دخيلة تحدث إختلالا في التوازن الغذائي للفرد فضلا عن أنها تحتوي على مكونات غذائية لا تتماشى مع كل شخص وهي السبب الرئيسي في إرتفاع ظهور الكثير من الامراض نتيجة إرتفاع الدهنيات في الجسم وتساهم في ظهور مرض السكري وأمراض القلب والشرايين ويعتبرها الدكتور من قبيل الأكلات الدخيلة لأن تناولها يكون خارج أوقات الوجبات العادية وهذا يضر بالجهاز الهضمي والاضرار تكون إما أضرارا فورية وسريعة أو أضرارا على المدى الطويل وأما الاضرار السريعة فتتمثل في الالتهابات المعوية والتعفنات وتنتج عن المواد الكيميائية المتراكمة على هذه الصندويتشات أما الاضرار على المدى البعيد فتنتج بدورها عن المحروقات والدخان وتراكمها في الجهاز الهضمي مما يؤدي الى ظهور التسممات والسرطانات بفعل وجود مادة ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من الدخان فيها هذه الاكلات يمكن أن تكون سببا من ناحية أخرى في ظهور السمنة لإحتوائها على نسبة هامة من الزيوت المحروقة وهي مضرة عموما بالجهاز الهضمي لأن تناولها لا يخضع لآداب وقواعد الأكل حيث تقتضي أن يكون الشخص عند تناول أي وجبه جالسا وفي وضعية مريحة للإنتفاع بالقيمة الغذائية وهو ما لا ينطبق على هذه الصندويتشات لذلك فإن التحذير مضاعف منها لأن مضارها مضاعفة