عاشت عديد أحياء مدينة القصرين وأحوازها مثل قرية الدغرة خلال شهر رمضان على وقع انقطاعات متكررة للماء الصالح للشراب. لذلك تعددت نداءات الاستغاثة وتنوعت الأشكال الاحتجاجية معبرة عن مطلبية حياتية. في الاونة الأخيرة شهد هذا الوضع الانفراج بعودة مياه الشرب إلى الحنفيات وهو ما أسعد العائلات وأدخل الابتهاج لدى أغلب الجهات.
«الشروق» زارت الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه فرع القصرين والتقت رئيسها السيد الصغير الدبابي وبسؤالنا عن أسباب انقطاع الماء خلال الفترة السابقة افادنا بالتفاصيل التالية وهي أن المشكلة مردها الاستعمال المبالغ فيه للماء خلال الفترة الصيفية نظراً للارتفاع الكبير لحرارة الطقس ولجوء العائلات إلى ادخار كميات هامة من الماء خوفاً من انقطاعه إلى جانب تخريب بعض التجهيزات من قبل المواطنين كقنوات الضخ وتهشيم للقنوات مثل تلك التابعة للبئر العميق بحي الكرمة وكانت مصالح الشركة قد تدخلت لإصلاحها رغم تجدد عمليات الاتلاف كما يمثل الانقطاع المفاجئ وغير المبرمج للتيار الكهربائي والذي قد يكون نجم عن خلل سبباً هاماً في توقف عمل أحد الآبار وعددها (8) والتي تبلغ طاقة إنتاجها (15 مليون لتر في اليوم) ورغم ذلك فهذه الكمية الانتاجية العامة لا تفي بالحاجة لذلك برمجت الشركة بئراً شاسعة بمنطقة الدغرة كانت اشغالها متعطلةً بسبب كهربتها إلى جانب بعض الاعتراضات وقد حل الاشكال نهائياً منذ فترة وانطلقت الاشغال ليلاً نهاراً دون انقطاع وهي تزود اليوم الدغرة، الحي الجامع، أولاد عزيزة حي الولاية، حي باب العرائس، الحي الاولمبي، العريش، بلعابة، المنقار، والمنطقة الصناعية القديمة... مع إمكانية توسيع عملية التوزيع كما أكد لنا محدثنا أنه ورغم النقص الذي شهدته بعض مناطق القصرين المركزية وأحوازها حافظت الشركة على جودة خدماتها فلم يشمل هذا الانقطاع سوى حوالي 10% من مجموع المشتركين في حين كانت 90% منهم ينعمون بالسير العادي لعملية التزود بالماء الصالح للشراب. كما أن نوعية المياه تتسم بالعذوبة وخضوعها للشروط الصحية ورغم الارتفاع الكبير لعدد المشتركين خاصةً بعد الثورة فإن مصالح الشركة ملتزمة بتمكينهم من حقوق الربط والتزود مشيراً إلى أن أشكال الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشراب سوف لن تتجدد مستقبلاً خاصةً إذا تعاون المواطن مع هذه الشركة وحافظ على مكوناتها بعدم اتلافها أو تخريبها لأنها تمثل مكسباً وطنياً وجب حمايته. الشروق زارت جملةً من الأحياء للتأكد من صحة المعلومات الواردة على لسان السيد رئيس الشركة مثل حي باب العرائس وحي أولاد عزيزة فتبين أن منسوب مياه الحنفية عاد إلى أفضل مما كان عليه.