قامت الثّورة فتحرّرت الألسن وعبّرت كلّ شريحة عن مشاغلها بطريقتها الخاصة، لكن هناك فئة ظلّت صامتة وتنتظر حلولا اولفتة من المسؤولين لرفع بعض الضيم عن وضعياتها حيث تعددت نداءاتها الخاصة بنقل الجمعية إلى مقرها الجديد. انها جمعية رعاية فاقدي السمع بأم العرائس التي تنتظر أن تنتقل إلى مقرّها الجديد حيث المساحة الشّاسعة والهواء الطّلق بعيدا عن ضوضاء المدينة وتلوّثها. «الشّروق» تحولت إلى مقرّ الجمعيّة حيث التقت السيّد أحمد بن سالم عيساوي رئيس الجمعيّة وهو مهندس أوّل مباشر بشركة فسفاط قفصة الّذي أفادنا بأنّ الجمعيّة لا تزال تنشط في مقرّ على وجه الكراء.
وأوضح أنّه في سنة 2004 تمّ شراء أرض مساحتها 1،5 هك بتمويل ذاتي من صندوق الجمعيّة قصد بناء مقرّ خاصّ بها لكنّه أوضح أنّه قد ذاق الأمرّين أيّام النّظام البائد حيث الرّوتين الإداري والتّدخّلات والمماطلات لترصد الدّولة في نهاية الأمر مبلغا قدره 329 أ.د لبناء المقرّ، وانطلقت الأشغال سنة 2009 وتواصلت حتّى الأيّام الأولى من اندلاع الثّورة ثمّ توقّفت لتنطلق من جديد وقد تمّ رصد 60 ألف دينار لبناء السور. لكنّ المقرّ الجديد لم يسلم من أيادي العابثين فقد تمّ اقتحامه ونهبه شأنه شأن المرافق الإداريّة الأخرى وكان ذلك إثر صدور نتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة لانتداب أعوان تنفيذ. ويضيف السيّد رئيس الجمعيّة الأشغال توشك على النّهاية فمتى سيتمّ تفعيل القرارات الإداريّة وإعادة هيكلة المقرّ حتّى تتمكّن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخصوصية من ممارسة نشاطها التّربوي والتّثقيفي والتّرفيهي في ظروف أفضل ؟ مع الملاحظة أنّ المقرّ الجديد سيعتمد مركزا نموذجيّا لأصحاب الاحتياجات الخاصّة. وفي الختام وضح السيّد أحمد عيساوي أنّ المركز المسوّغ طاقة استيعابه 89 منتفعا وهناك 49 مسجّلون في قائمة الانتظار يأملون في الالتحاق بالمركز والانتفاع بخدماته.
«الشّروق» التقت من جهة اخرى حمدي السّعيدي وهو من ذوي الاحتياجات الخاصّة ومن روّاد المركز وقد صرّح بأنّ أحلامه وطموحاته تتمثّل في أن تنتقل الجمعيّة إلى مقرّها الجديد.
والسّؤال الذي يطرح نفسه: هل ستتحقّق أحلام وانتظارات هذه الفئة من المجتمع وتنتقل الجمعيّة إلى مقرّها الجديد أم سيظلّ المقرّ مرتعا للحيوانات السائبة والمتطفّلين ؟ وربما يتم تحويله إلى مرفق إداري آخر ؟