منطقة لا تزال تعاني الفقر والتهميش، اغلب أسرها تعيش الإملاق والحرمان، شبابها عاطل عن العمل لم يجد من الدولة الاهتمام المطلوب ولم توفر له ابسط مقومات العيش الكريم إنها منطقة الخواتمية والخذايرية التي لا تزال تعيش في الظلمة. متساكنو هذه المنطقة يعانون من العطش رغم النداءات المتكررة والصرخات العالية التي لم تجد الأذان الصاغية حتى بعد الثورة اذ ظنّوا أن أحوالهم ستتحسن وستتفجر في منطقتهم المياه لتسقي البشر والأرض وسيودعون العطش بدون رجعة وهذا لم يحصل وستتلألأ أنوار طالما انتظروها لتبدد الظلمة التي ألفوها. واستبشروا خيرا لان شركة «الستاغ» أنهت الدراسة لربط منازلهم بالتيار الكهربائي وطالبتهم بدفع القسط الأول فسارع المنتفعون بهذا المشروع لتوفيره فجمعوه بصعوبة لضعف حالاتهم المادية. ومرت 5 اشهر وهم ينتظرون ربط منازلهم بالنور الكهربائي ويتساءلون عن أسباب التأخير ولم يجدوا من المسؤولين وشركة «الستاغ» الا التطمينات بقرب انطلاق مشروع ربط منازلهم بالتيار الكهربائي. رغم وضعية هؤلاء الصعبة ومدة انتظارهم الطويلة لم يكلف معتمد المنطقة نفسه عناء التنقل لهؤلاء المحرومين للاطلاع على أوضاعهم والسعي لإيجاد حلول عاجلة لمشاكلهم.
«الشروق» تنقلت على عين المكان واطلعت على معاناة مجموعة الخواتمية والخذايرية والتقت ابن المنطقة السيد: منير بن قعيد ميري الذي لم يخف عدم ارتياحه لتجاهل السلط لمطالب متساكني منطقته الذين عانوا في العهد البائد ولا يزالون إلى اليوم، وإلا بماذا يفسر اللامبالاة من طرف المسؤولين وشركة «الستاغ» التي أنهت الدراسة لإيصال التيار الكهربائي لمجموعة عائلات الخواتمية والخذايرية 19(عائلة) وطالبتهم بدفع القسط الأول وهو ما تم منذ ما يزيد عن 5 اشهر ولا تزال الحالة على ما هي عليه قبل الثورة وما زلنا نترقب رحمة من شركة «الستاغ» لإتمام المشروع والإسراع في مد شبكة الكهرباء لتزول الظلمة التي أرهقتنا. ويضيف السيد منير بان هناك بالمنطقة من بعث مشروع (مدجنة) متحديا العراقيل آملا أن تسرع الدولة في إيصال التيار الكهربائي. لكن للأسف كلفه ما يزيد عن 40 ألف دينار ويشغل 6 عمال لم يدم طويلا لان المصاريف كثيرة وانعدام التيار الكهربائي عطل المشروع وكلف صاحبة أموالا طائلة ليعوض التيار الكهربائي ب6 قوارير غاز منزلي يوميا. لم يكتب لهذا المشروع أن ينجح ما دامت المنطقة بدون تيار كهربائي.
أوضاع صعبة تعيشها منطقة الخواتمية والخذايربة وتزداد معاناة متساكنيها يوما بعد يوم فحتي الذين يفكرون في بعث مشاريع أخرى من أبناء المنطقة يصطدمون بمشكل التيار الكهربائي فيعدلون على ذلك وخير دليل حصول اثنين من أبناء المنطقة على رخصتين لحفر آبار عميقة معطلة للغرض ذاته يمكن أن تعود بالنفع لأهالي المنطقة ويخفف عنهم العطش وكثرة المصاريف للحصول على الماء الصالح للشرب حيث تتكبد الأسر الضعيفة 20 دينارا للحصول على صهريج واحد من الماء الذي يجلب على بعد مسافة 3 كلم. ألم يحن الوقت أن تنظر السلط المحلية والجهوية وشركة «الستاغ» لهؤلاء بعين الرحمة والحال أن الدولة من واجبها أن توفر أسباب العيش الكريم لأبنائها أينما كانوا في الريف والحضر وحتى في المناطق النائية . متساكنو منطقة الخواتمية والخذايرية كلوا وملوا الوعود وتسويفات المسؤولين فهل ستتواصل معاناتهم أكثر وسينتظرون لأشهر أخرى لربط منازلهم بالتيار الكهربائي؟