بشكل عام تميزت البلاد التونسية بضعف غطائها النباتي الذي لا يتجاوز 4 بالمائة من المساحة الجملية، رغم ذلك وللأسف تتعرض هذه المساحة الى التدهور مثل ما تشهده غابة جبل ابة، ولذلك بات من الضروري التعجيل بحماية هذه الثروات الغابية. يشرف جبل ابة على شمال مدينة الدهماني وتغطيه مساحة معتبرة من أشجار الصنوبر الحلبي. وتلعب هذه الغابة دورا هاما في توازن الوسط الطبيعي وبالأخص مقاومة الانجراف بسفح الجبل، لكن منذ سنوات بدأت تتراجع بشكل واضح.
وقد أكد السيد رجب الخماسي أستاذ علوم الحياة والأرض بأن هذا التراجع يرتبط بشكل مباشر بالرعي الجائر وخاصة ظاهرة جمع الحطب , فقد تعرضت عديد أجزاء من الغابة الى ازالة السور المتكون من الحجارة والأسلاك الشائكة وهو ما سهل تكسير الأشجار و اتلافها من قبل المتساكنين. وقد حدث ذلك في ظل غياب تام لأي مراقبة من طرف ادارة الغابات التي لم تعين من يراقب الغابة ويردع المخالفين وقد تفاقمت هذه الظاهرة بعد الثورة فتصاعدت موجة التكسير التي طالت بالأخص الشجيرات التي هي بصدد النمو نظرا لسهولة ازالتها وقربها من الأرض وهذا ما زاد في الفجوات بين الأشجار التي لا يمكن تجددها وبذلك تصاعدت وتيرة الانجراف بأسفل الجبل لتطال أراضي فلاحية خصبة.
وقد عبر أصحاب هذه الأراضي عن أملهم في تدخل ادارة الغابات لحماية الغابة وبعث حضائر تهتم بعمليات التقليم وتعويض الغراسات المتهرمة وتوسيع المساحات المغروسة خاصة وأن هذه العملية جربت خلال سنوات خلت ثم لم تتواصل التجربة. ولابد في هذا الشأن كذلك من توعية المواطن بضرورة المحافظة على الغطاء النباتي والمساهمة في تطويره وذلك من خلال حملات تحسيسية.