إنّ من العلم ما هو واجبٌ لا يُعْذَرُ مكلّف بتركه وذلك بأن يتعلم المرء أحكام دينه الضرورية من العقائد والعبادات والمعاملات. قال صلى الله عليه وسلم: «طلبُ العلم فريضة على كلِّ مسلم». (رواه ابن ماجه) ذكرا كان أم أنثى. ويصبح طلب العلم فرض كفاية يتوجب على المسلمين بمجموعهم تحصيله فإذا قام به بعضهم سقط الطلب عن الباقين وإن لم يقم به أحد أثم الجميع وهو التوسع في علوم الشريعة درسا وحفظا وبحثا، والتخصص في كلّ علم تحتاج إليه الجماعة المسلمة من علوم كونية، لتحفظ كيانها، وتقيم دعائم دولة الحق والعدل على أرض قويّة متينة مهيبة الجانب. قال تعالى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (التوبة 122) وطلبة العلم هم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحبًا بوصية رسول الله وأقنوهم علموهم».
ومن ثمرات العلم
1- العلم مهذب للنّفوس: العلم يهذِّب الأخلاق ويربّي صاحبه على اكتساب الفضائل والآداب. 2- إنّ العلم يزيد الشريف شرفا ويبلغ بالعبد منازل الأحرار.
3- العلم نور البصيرة: نور يبصر به المرء حقائق الأمور، وليس البصر بصر العين ولكن بصر القلوب. قال تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج 46) 4- العلم يورث الخشية من الله تعالى: قال تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} (فاطر 28).
5- العلم أفضل الجهاد: الجهاد بالحجة والبيان وهذا جهاد الأئمة والدّعاة والعلماء، قال تعالى {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} (الفرقان 51و52).
6- العلم والفقه في الدّين أعظم منّة: ومن رزق فقهًا في الدّين فذاك الموفق على الحقيقة. فعن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين». (أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح)
7- بالعلم تحيا القلوب: قال لقمان لأبنه يا بنيّ جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإنّ الله يحيي القلوب الميتة بالحكمة كما يحيي الأرض الميتة بمطر السّماء. 8- العلم يرفع مقامك عند الله: قال تعالى {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك} (الشرح 4) وقال تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} (المجادلة 11).
9- طلب العلم خير من الدنيا وما فيها: باب من العلم يتعلّمه الرّجل خير له من الدنيا، قال صلى الله عليه وسلّم: «لمّا بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها». (أخرجه أحمد في الصحيحين)
10- العلم ينفعك بعد موتك: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم).
11- العتق من النّار: عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من أحبّ أن ينظر على عتقاء الله من النّار فلينظر إلى المتعلمين فو الذي نفس محمد بيده ما من متعلم يختلف إلى باب العالم إلاّ كتب الله له بكلّ حرف وبكلّ قدم عبادة سنة وبنى له بكلّ قدم مدينة في الجنّة ويمشي على الأرض والأرض تستغفر له ويمسي ويصبح مغفورا له وشهدت له الملائكة يقولون هؤلاء عتقاء الله من النّار».
13- من سار في درب العلم سهل عليه طريق الجنّة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له طريقا به إلى الجنّة» (رواه مسلم).