في الغرب ينخرط المحالون على التّقاعد في المنظمّات والجمعيّات ويضعون خبراتهم في خدمة مجتمعاتهم وبذلك لا تحصل القطيعة بينهم وبين بقيّة الشّرائح ويظلّ التّواصل قائما. لكن ما حال متقاعدينا في الحوض المنجمي وأي دور لهم في نقل خبراتهم الى الكفاءات الشبابية والاستفادة منها؟ «الشّروق» تناولت هذا الموضوع في مدينة ام العرائس من خلال التواصل مع عدد من المتقاعدين السيّد عمر جاء بالله عضو بهيئة جمعيّة المتقاعدين بالجهة أفادنا بأنّ الجمعيّة تضمّ بعض المتقاعدين من شركة فسفاط قفصة وهي تتسوّغ مقرّا يرتاده المنخرطون للتلاقي وتدارس بعض المواضيع والتطرق للاوضاع السياسية والاجتماعية للبلاد دون نسيان الجانب الترفيهي واستعراض بعض ذكريات العمل المنجمي بحُلوٍه ومرّه واضاف محدثنا ان الجمعية تقوم في بعض الاحيان برحلة سياحيّة تموّلها التّعاونيّة التّابعة لشركة فسفاط قفصة لكنّه أشار الى أنّ المتقاعدين يشعرون بوطأة الزّمن القاتل والرّوتين اليومي حيث لا يجدون في كثير من الاحيان ما يملؤون به أوقات فراغهم.
«الشّروق» استمعت الى متقاعدين من قطاعات مختلفة اغلبهم يفضل الجلوس في المقاهي للتّرويح عن النّفس فيما يحبذ السيّد علي إبراهميّة مدير معهد ثانوي متقاعد مطالعة بعض الصحف وتلاوة القرآن ومشاهدة التّلفاز لكنّه رغم ذلك يشعر بالاغتراب منذ أن أحيل على التّقاعد ويرى أنّه مازال قادرا على البذل والعطاء وبإمكانه المساهمة في تصوّر جديد للمنظومة التّربويّة.
السيّد محمد علياوي إطار متقاعد من شركة فسفاط قفصة فضّل الانخراط في الدّورة الاقتصاديّة وذلك بفتح مكتب للإعلاميّة أين يقضّي جلّ أوقاته وبذلك يظلّ متواصلا ومرتبطا مع مجريات الحياة ومشاغل المجتمع. يبقى أن نثير السؤال التالي : ألا يمكن أن نرسي ثقافة جديدة تتيح للمتقاعد ممارسة أنشطة حتّى يبقى التّواصل قائما بين الأجيال وبذلك يستفيد المجتمع من خبرات هذه الكفاءات ؟