هل تنقذ مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل الحوار الوطني قبل موعد 23 أكتوبر؟ تعيش تونس منذ مدة حالة جدل كبير بلغت الاحتقان في الشارع السياسي وبين التيارات السياسية في الوقت الذي ارتفعت فيه الأصوات من هنا وهناك مطالبة بحوار وطني شامل وجدي للخروج من حالة الاحتقان تبدو الآن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل هي المبادرة الأقرب.
والأهم بفعل الكثير من العوامل والظروف والأسباب أبرزها أن الاتحاد العام التونسي للشغل هو الأقدر الآن على جمع كل التيارات والقوى الفكرية والسياسية بفصل حياده وبفصل ما يتمتع به من مصداقية لدى كل أطياف المجتمع المدني التونسي والعلاقة الخاصة التي تربطه بمختلف الأحزاب السياسية التي عاشرته طيلة السنوات الماضية.
تقول المصادر إن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل والتي ستتوج في الأسبوع القادم ببعث وتشكيل مجلس الحوار الوطني كما أعلن الأمين العام حسين العباسي يمكن أن تكون جزءا هاما من الحل الذي ينشده المشهد السياسي المتوتر الآن والذي صار يتطلب بشكل ملح تدخلا عاجلا لانقاذ الموقف والخروج من «أزمة» هي الآن تتشكل في بدايتها.
سلطة
ان أهمية مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل تكمن في كون المركزية النقابية تتمسك كما أكدت دائما بأنها جزء من الحل وليست لها رغبة في أن تكون جزءا من السلطة وهذا ما يبرر قرب أغلب التيارات السياسية والفكرية الساحة منها ودعمها وتبنيها. ثم إن أهمية مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل تكمن في كونها ستجمع كل «الحلفاء» وكل «الفرقاء» في مجلس حوار بعيدا عن كل مظاهر الهيمنة والتوظيف والاستقطاب.
وثيقة
وحسب مصادر «الشروق» فان مجلس الحوار الوطني الذي سينبثق عن مبادراة الاتحاد العام التونسي للشغل سيقدم وثيقة تكون بمثابة خارطة طريق لتحقيق الانتقال الديمقراطي وتكون ملزمة للجميع فالمطلوب اليوم هو الالتزام الحقيقي من كل الأطراف بما يتم الاتفاق عليه من أجل الوصول الى الهدف الحقيقي وهو تنقية الاجواء وتحقيق الانتقال الديمقراطي. إن الأيام القادمة ستعطي لمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل دفعا جديدا ومهما وربما ستجعل الاتحاد الطرف الأقوى والقادر على المشاركة في صنع الحل...