العديد من الجمعيّات مثل سواعد الخير رغم حداثة عهدها بالعمل المدنيّ الاّ أنّها قامت بحملات تنظيف وقدّمت مساعدات متنوّعة تسعى جاهدة الى ترسيخ فكر مدنيّ. أمّا الكرام لكفالة الأيتام فقد تمكّنت منذ بداية نشاطها في 30 أوت 2011 الى الآن من بناء منزلين وتكفّلت بعديد العائلات وقدّمت مساعدات مادّيّة وعينيّة واحتضنت بعض التّلاميذ للمتابعة الدّراسيّة اضافة الى التّعامل مع بعض المقاولين للتّكفّل بالبناء والصّيانة.. لقد تجلّى العمل الاجتماعيّ في المدينة مع جمعيّة النّماء الخيريّة الّتي تزخر بطاقات دأبت على تحسين أسلوب عملها لتبلغ مستوى محمودا في الأداء والنّجاعة حيث شمل تدخّلها مختلف المرافق، كاعادة بناء بعض المساكن ومساعدات مدرسيّة وصحّيّة وماليّة وعينيّة والمساهمة في حملات نظافة وطموح يتجاوز حدود المدينة.. مجهودات تثمّن لكنّها تبقى توّاقة الى تذليل النّقائص الّتي تبقى عائقا أمام النّجاعة الحقيقيّة نقائص تجلّت في ضعف التّنظيم الاداريّ الدّاخلي، ضبابيّة الرّؤية الاستراتجيّة للعمل الّذي تغلب عليه العفويّة والارتجال في بعض الأحيان، قلّة انضباط بعض الأعضاء وعدم احترامهم المواعيد لاعداد العمل التّطوّعي وانجازه ممّا تسبّب في بتر ضمان النّجاح المرجوّ، كما يشكّل غياب التّنسيق الفعليّ بين مختلف الجمعيّات ومكتب الشؤون الاجتماعيّة رغم تشابه الأهداف والوسائل معضلة دفعت ببعض المحتاجين الى استغلال هذا التّقصير والانتفاع بالمساعدات من عدّة أطراف، كذلك عدم عقد لقاءات دوريّة تلتزم فيها كلّ الأطراف بالحضور تستند الى أرقام ومعطيات دقيقة للتّباحث والتّشاور مع السلط المحلّيّة وتؤسّس لخطّة عمل واضحة بين المجتمع المدنيّ وممثل السّلطة. الوهن لا يقتصر على اداء الجمعيّات فقط وانّما ينخر عقليّة بعض المواطنين الّذين لم يكتمل وعيهم بضرورة التّعاون فهناك من لا يكترث مثلا لقيمة الشجرة الّتي زرعتها البلديّة أو الجمعية أمام منزله فينالها الكسر أو الاجتثاث ولا يثمّن حملة النّظافة الّتي مرّت أمام داره فيلوّث ويفسد أمّا التّوجّس وعدم التّسليم بالثقة للتّبرّع أو الانخراط فذلك أمر منوط بعهدة الجمعيّات لتقطع رباطه بالاجتهاد والاستمراريّة فرأب صدع الثقة بين المواطن والعمل المدني يتطلّب صبرا جميلا ورحابة صدر لها ايمان راسخ بجدوى الثبات على تكريس مبدا التّعاون أصل العمران ونظرة استشرافيّة تعانق الأفق. لا يذهبنّ ببال أنّ الجمعيّات الّتي ذكرت أتت على سبيل الحصر بل كمثال يحتذى وما على البقيّة الاّ مراجعة الذات وتقويم المسار حتّى لا تسيء الاختيار.