شأنها شأن أغلب المنظمات والجمعيات، تعيش المنظمة الوطنية للطفولة التونسية المصائف والجولات منذ 14 جانفي وضعية صعبة على الصعيد المادي لكنها نجحت رغم ذلك في تأمين السير العادي لنشاطها خلال سنتي 2011 و2012.. منظمة عريقة تقدم خدمات نبيلة لأجيال المستقبل في حاجة اليوم إلى وقفة ودعم كبيرين.. بعد الثورة، تراجعت الموارد المالية لمنظمة المصائف والجولات طوال سنتي 2011 و2012، حيث تراجعت بعض الأنشطة، التي كانت تمثل جزءا ولو بسيطا من موارد المنظمة، وذلك بسبب نقص عدد الأطفال الراغبين في النشاط لأسباب امنية وغيرها. كما تراجعت الموارد المالية أيضا بسبب عدم الحصول على المنحة السنوية من الدولة (حوالي 60 ألف د سنويا) طيلة العامين الماضيين إضافة إلى تراجع الدعم من القطاع الخاص.
استغاثة
وفي لقاء مع «الشروق» أطلق أعضاء من «المصائف والجولات» ما يشبه صيحة استغاثة واعتبروا أن منظمتهم في حاجة أكيدة اليوم إلى الدعم الحكومي وأيضا إلى دعم من الخواص الذين يهمهم شأن الاعتناء بالطفولة، جيل المستقبل. فالمنظمة، التي عملت منذ سنة 1947 ولا تزال على تقديم خدمات نبيلة لآلاف الاطفال التونسيين، أهمها تربيتهم على سلوك المواطنة وعلى التعويل على الذات وعلى حب الآخر وعلى قيم التضامن، تعاني اليوم من عدم القدرة على خلاص أجور العاملين بها البالغ عددهم 21 (13 ألف دينار شهريا). كما تعاني أيضا من عدم القدرة على تأمين بعض الأنشطة الضرورية للأطفال (الرحلات انشطة النوادي) بسبب قلة الموارد المالية الضرورية لذلك.
سير عادي.. وتماسك
تمكنت المنظمة رغم الصعوبات من تأمين السير العادي لنشاطها، حيث تواصلت أنشطتها الموجهة للأطفال، على غرار تنظيم المصائف وتنظيم الرحلات وأنشطة النوادي بكامل تراب الجمهورية. يُذكر أن المنظمة تتمتع بقاعدة جهوية واسعة من خلال وجود 27 مكتبا جهويا أي بمعدل مكتب في كل ولاية مع 3 مكاتب إضافية بتونس العاصمة، و250 مكتبا محليا، أي بمعدل مكتب في كل معتمدية وحتى في بعض العمادات. وما يُحسب للمصائف والجولات هو أن أيّ من هذه المكاتب لم يُغلق أبوابه بعد الثورة، رغم ضعف الامكانيات المادية، ويعود الفضل في ذلك وفق ما ذكرته مصادر من المنظمة إلى حرص أبناء المنظمة على حمايتها وعلى الوقوف إلى جانبها في هذا الفترة الصعبة. كما يُحسب لها أيضا مواصلة توفير الأجور إلى الآن لحوالي 21 عاملا فيها وبالتالي تمت المحافظة على موارد الرزق فيها. وعلى صعيد آخر تمكنت المنظمة من مواصلة التعهد بجانب من أنشطة الشراكة والتعاون مع منظمات الطفولة في بعض دول العالم آخرها مع جمعية ألمانية مختصة في الطفولة أدى وفدان منها زيارة إلى تونس.
مؤتمر ناجح
نجحت « المصائف والجولات» مطلع الشهر الجاري في عقد مؤتمرها 23، وهو ما أفرز مكتبا وطنيا جديدا يضم 13 عضوا، منهم 4 اعضاء ينتمون للمكتب الأسبق. وقد تم توزيع المسؤوليات وأسندت رئاسة المنظمة بالتوافق للعضو التيجاني بن ضو. ووفق ما ذكره مقرر المؤتمر، فقد كان الحضور كبيرا وفاق عدد المؤتمرين 500 يمثلون كل القواعد الجهوية وتمت المصادقة على التقرير الأدبي. وقد ترشح لعضوية المكتب الوطني 38 مترشحا فاز منهم 13 بالمراتب الاولى اعتمادا على عدد الأصوات وهم : التيجاني بن ضو قيس فرفرة حافظ سليماني الأسعد خذر عبد الحميد السلطاني إيناس فخفاخ الطاهر المنصوري كمال الحجام بديع ساسي خير الدين طعملي صلاح الدغبوجي مختار العبيدي أحمد صبري الطرابلسي.
تأجيل النظر في التقرير المالي
كثر الحديث إثر انعقاد المؤتمر على التقرير المالي، حيث تم تأجيل المصادقة عليه وهو ما أثار الشكوك لدى البعض. وأفاد مقرر المؤتمر أن الامر لا يتعلق برفض المصادقة على التقرير بل بالاعتراض عليه وقتيا، وقرر المؤتمرون تعليق المصادقة عليه وتكليف الخبير المحاسب لمزيد التدقيق فيه في انتظار المصادقة عليه لاحقا. وكان الخبير المحاسب قد أكد قبل انعقاد المؤتمر أن التقريرالمالي سليم مبدئيا بالنظر على خطوطه العريضة، وأنه يوجد توافق بين الأرقام. لكن مع ذلك تعهد الخبير المحاسب بمزيد تعميق النظر فيه لأن ضيق الوقت لم يسمح له بذلك قبل حلول موعد المؤتمر. وقد كلف المؤتمرون لجنة خاصة لمعاضدة الخبير المحاسب في عمله، وبعد ذلك سيقع اعداد التقرير النهائي ثم تتم المصادقة عليه في الأيام القليلة القادمة أثناء انعقاد المجلس الوطني.