تمردت الشرطة الليبية في بنغازي ورفضت العمل تحت قيادة رجل عينته الحكومة لتولي مسؤولية الأمن بعد اقتحام القنصلية الأمريكية الأسبوع الماضي والذي أسفر عن مقتل السفير وثلاثة أمريكيين آخرين. وفي ظل عدم وجود شخص مسؤول بشكل واضح في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا وميناء النفط الرئيسي قال الضابط الذي عينته الحكومة في طرابلس ليحل محل قائد شرطة بنغازي ونائب وزير الداخلية المسؤول عن المنطقة الشرقية لرويترز أنه طالب بإرسال الجيش اذا لم يتمكن من بدء العمل.
ولكن الضابط المكلف صلاح دغمان قال إن الشرطة هددت بالانسحاب بشكل جماعي إذا أجبرت على تغيير القيادة واتهمت الحكومة المركزية في العاصمة بجعل المسؤولين المحليين كبش فداء لفشلها.
وقد تركز الاهتمام العالمي على الأمن في بنغازي منذ 11 من سبتمبر الجاري عندما تعرضت فيلا سكنية تستخدمها البعثة الأمريكية للاقتحام بعد احتجاج عنيف على الفيلم الذي أثار غضب المسلمين في أنحاء العالم.
وسلط الحادث الضوء على الافتقار إلى قوى أمن مركزية في ليبيا وانتشار الميليشيات بعد عام من سقوط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.. وعزلت وزارة الداخلية الليبية ونيس الشريف نائب وزير الداخلية في شرق البلاد وحسين بوحميدة رئيس شرطة بنغازي في أعقاب الهجوم وعين دغمان ليتولى منصبيهما. لكن لم يترك الشريف ولا حميدة منصبيهما وقال دغمان أنه لم يتمكن من تسلم أي من الوظيفتين.
وقال دغمان لرويترز فيما يعتقد انها اول تصريحات علنية له منذ اختياره للمنصبين الأمنيين قبل أربعة أيام «هذه ظروف خطيرة جدا». وأضاف دغمان «عندما تذهب إلى مقر الشرطة فلن تجد شرطة... الأشخاص المسؤولون ليسوا في مكاتبهم. رفضوا أن أتسلم وظيفتي...... لدي وثيقة بيان من الوزير نفسه يقول انه يجب أن اتولى الوظيفتين. إذا لم أتسلم الوظيفتين فلن يحترم الناس الحكومة...
اتصلت بمكتب وزير الداخلية. وقلت لهم يجب اتخاذ إجراء حتى استخدام الجيش إذا استدعى الأمر لإجبار الشرطة على السماح لي بتولي المنصب». وفي مؤتمر صحفي عقد داخل مقر وزارة الداخلية في بنغازي قال متحدث باسم اتحاد كبار ضباط الشرطة الموالين لقائد الشرطة القديم إن الزملاء من جميع أنحاء شرق ليبيا اجتمعوا وهددوا بالاستقالة الجماعية إذا جرى تأييد قرار العزل.