فريانة المدينة العريقة ذات التاريخ الثري، فريانةالمدينة المناضلة التي انتفضت في 2008 تضامنا مع أحداث الحوض المنجمي والتي انتفضت خلال ثورة 17 ديسمبر الى جانب القصرين وتالة، فريانةالمدينة الحدودية بوابة الغرب التونسي الى الجزائر. فريانة مدينة تجارة العبور، فريانة الآثار، فريانة المناجم والجبال كلها مقومات توحي بعظمة هذه المدينة ولكن الواقع مختلف تماما حيث ظلت مهمشة ينهشها الفقر من كل جانب.
«الشروق» تجولت بين شوارع وأزقة المدينة وتحدثت الى شبابها لاستجلاء أسباب الفقر والتهميش وانتشار ظاهرة خطيرة عادة ما تنتشر في الأوساط الفقيرة ألا وهي ظاهرة المخدرات «الزطلة».
ليس من الصعب عليك أن تصل الى مدينة فريانة باعتبار موقعها الجغرافي المتميز اذ تنتصب على جانب الطريق الرئيسية المؤدية الى قفصة الطريق الوطنية رقم 15 وكان من المفروض أن يساهم هذا الموقع في تنمية المدينة كما تنفتح أيضا على الحدود الغربية للبلاد التونسية من ناحية الجزائر من خلال قراها الريفية التي لا تفصلها عن الأراضي الجزائرية سوى حدود وهمية في أذهان البشر والمتساكنين على غرار قرية أم علي وبوشبكة وبوحية والعرعار والصخيرات ومن هذه القرى يمكنك الدخول الى الجزائر دون جواز سفر ولكن العكس هو ما حصل حيث ظلت المدينة مهمشة تعيش على تجارة التهريب سواء المحروقات أو المواد الغذائية أو مواد الحديد ومواد أخرى متنوعة مما يعرض شبابها الى مخاطر الحوادث والسجن فكم من شاب ذهب ضحية هذه التجارة وكم من أسرة فقدت عائلها والأدهى والأمر استفحال ظاهرة «الزطلة» بين شبابها من جراء البطالة رغم أن المدينة تزخر بأصحاب الشهائد العليا الذين اكتفوا بتعليقها على جدران غرفهم لتذكّرهم بمأساة بطالتهم حتى أن البعض علق بأنهم يقبعون في سجن كبير اسمه فريانة مثل الشاب سهيل رحيمي الذي لاحظ أن 90 بالمائة من أبناء فريانة يواجهون البطالة فحتى عملة الحضائر لا يتمتعون بحقوقهم كاملة على غرار بقية زملائهم في ارجاء الولاية اذ يتقاضون 125 دينارا شهريا والحال ان البقية يتقاضون 281 دينارا كما أشار الى ان من مطالب الشباب في فريانة هو توفير الماء السقوي لأن سد بوحية انعكس سلبا على بقية الآبار التي شحت مياهها وهو نفس الامر الذي أكده الشاب سفيان الذي طالب بالتشغيل والمصانع وبالمنتزهات لأن الشباب ليس لهم من وسائل للترفيه سوى المقاهي رغم ان المدينة لها مقومات طبيعية هامة يمكن ان تجعل منها أجمل مدينة في تونس، الشاب عباس احتج على المصنع الوحيد الموجود في المنطقة وهو مصنع الاسمنت الابيض الذي تم التفويت فيه في السنوات الاخيرة الى مستثمر اسباني حيث ساهم في تلويث فريانة دون ان تحصل من ورائه فائدة للجهة على حد تعبيره.
كما تساءل الشاب عباس عن التلكؤ في انشاء سوق حرة في منطقة فريانة على غرار سوق بن قردان المشهور وسوق تطاوين المنشئ حديثا بعد الثورة فبإمكان هذه السوق ان تساهم في توفير الشغل لشباب الجهة بأكملها وتنتشله من براثن البطالة كما نبه الى مخاطر التلاعب بالآثار وسرقتها وهي ظاهرة مازالت متواصلة الى يومنا هذا حسب تصريحه وطالب بالحزم وحماية الآثار لأنها ثروة وطنية وأضاف أنه في غياب مواطن الشغل تظل «الكنترا» السبيل الوحيد لكسب العيش فلماذا يريدون قطع أرزاقنا؟ يضيف محدثنا وتطرق الى تغيب الأحزاب تماما عن مدينة فريانة فمنذ أن انتهت الانتخابات لم يزرهم ولو عضو في حزب ولا عضو في المجلس الوطني التأسيسي اللهم اذا انفجر الوضع وتطرق محدثنا الى التجاوزات والسرقات في الادارات والتي استفحلت بعد الثورة وأصبحت لا تطاق ودعا الحكومة الى مقاومة هذه الظاهرة وتطهير الادارة من الفاسدين.