رغم مرور اسبوع عن العودة المدرسية الا ان تلاميذ منطقة هنشير القلال مازالوا لم يعرفوا فرحة العودة المدرسية كسائر الاطفال في بقية الجهات، اسباب عديدة وراء هذا التأخير منها مطالبة اهالي الجهة بحقهم في التنمية العادلة والتشغيل. الشروق تحولت على عين المكان اين التقت عددا من سكان المنطقة فكان النقل التالي:
«كلما جعلنا حياة اطفالنا أكثر اشراقا كان مستقبل بلادنا اكثر اشراقا» هكذا استهل السيد عبد المجيد اولاد الحاج علي مدير المدرسة الابتدائية هنشير القلال حديثه مضيفا انه اذا كانت هذه المقولة تعبر عن المفهوم الواسع للتنمية والرخاء الذي تسعى اليه الشعوب فإنها لا تنطبق على العديد من اطفال المناطق المحرومة في البلاد مثلما هو شان اطفال القلال فالأهالي يعيشون حالة قصوى من الغضب دفعت بهم الى منع منظوريهم من الالتحاق بمدارسهم ومعاهدهم بمساندة من ابنائهم التلاميذ ما لم يتوفر لهم حد ادنى من الراحة من خلال بعث معهد ثانوي بالمنطقة.
واكد السيد عبد المجيد ان حالة الغضب هذه ليست وليدة اللحظة بل هي جراء عدة تراكمات جعلت المنطقة في عزلة تامة وكأنها ليست جزءا من هذا الوطن فالأهالي كتب عليهم ان يعيشوا الفقر والحرمان قبل وبعد الثورة ومما زاد الطين بلة سياسة الاقصاء والتهميش المتبعة من طرف السلط المحلية والجهوية التي لم تكلف نفسها عناء البحث عن حل لمشاكل وشواغل اهالي القلال وكل ما استطاعت ان تفعله مجرد زيارة ليلية لم تدم سوى بضع دقائق قفل عل اثرها السيد الوالي عائدا من حيث اتى دون الخوض في اي موضوع يخص المنطقة وختم السيد اولاد الحاج بان مطالب الاهالي ليست تعجيزية حتى يقع السكوت عنها فإنشاء معهد يوفر الراحة للمتعلمين ويقيهم مشاق التنقل كما يجنب الاولياء مصاريف ليس في مقدورهم توفيرها جراء حالة الفقر وانعدام موارد الرزق محملا في الآن نفسه مسؤولية ما يحدث لأطفال هنشير القلال من تأخير في العودة المدرسية لكافة السلط المسؤولة من حكومة ووزارة التربية وسلط جهوية. من جانبه السيد صالح زويدي بين ان مطلب انشاء معهد ثانوي هو مطلب ملح وقد راسلنا عديد المرات السلط المعنية في شانه وبينا ان الاسباب التي دفعتنا للمطالبة به هو بعد اقرب معهد ثانوي قرابة 20 كلم وهذا ما من شانه ان يثقل كاهل الاولياء من مصاريف نقل بالإضافة الى المصاريف اليومية رغم محدودية امكانياتهم المادية في ظل عدم توفر موارد رزق قارة تساعد الاهالي على مجابهة نفقات العودة المدرسية.
من جهته سامي بن علي اكد ان معاناة الاهالي لا تكمن في انشاء معهد ثانوي فقط وانما تتجاوز ذلك لتنسحب على المجال التنموي اذ بقيت الجهة محرومة منذ العهود السابقة وتواصلت نفس السياسة مع ما يسمى بحكومة الثورة التي قامت من اجل الحرية والكرامة والتنمية العادلة والتشغيل كل هذه الشعارات لم نرها تطبق على ارض الواقع وخير دليل على ذلك هو نسبة البطالة المرتفعة في صفوف حاملي الشهائد العليا فبالرغم من الوعود التي اطلقها نواب الشعب اثناء الحملة الانتخابية للسنة الفارطة ظلت وعودا مزيفة وكاذبة تهدف الى خدمة اغراض سياسية معينة.
كما اشار السيد ابراهيم بن علي الى ان اهالي المنطقة يعانون من انعدام الماء الصالح للشراب واصبح العطش يتهددهم فحتى الجمعية المائية التي كانت تزود السكان بالماء لا تعمل بانتظام رغم مطالبتهم عديد المرات وفي مراسلات موجهة في الغرض للجهات المسؤولة لكهربة البئر المخصص للجمعية حتى يتجنب الاهالي معاناة جلب المياه من الابار المجاورة غير ان دار لقمان بقيت على حالها منذ ما يزيد على 3 سنوات.
وختم السيد ابراهيم ان المنطقة ظلت مهمشة ومعزولة ايضا بفعل الطرقات التي هي عبارة عن مسالك فلاحية مهترئة رغم ان اكثرها معبد الا انها تعاني من كثرة الحفر التي تتحول الى مستنقعات متى نزل الغيث النافع وهو ما يؤدي في اغلب الاحيان الى حوادث مرور.