انتظمت مؤخرا أحد نزل بنزرت مائدة مستديرة حول «مشروع إمكانية انجاز ميناء المياه العميقة بالولاية» جمعت حولها كفاءات وإطارات عليا وممثلي مكونات المجتمع المدني وبعض نواب الجهة بالمجلس التأسيسي ورئيس النيابة الخصوصية لمدينة ببنزرت وممثلين عن المواني التجارية بوزارة النقل وفضاء الأنشطة الاقتصادية والحجرة التجارية للشمال الشرقي وممثل عن الشركتين العالميتين «ماركس « وآب م ت» الهولنديتين اللتين تريدان الاستثمار في هذا المشروع. وقد أعطى إشارة انطلاق أشغالها والي الجهة وثمن مثل هذه المبادرات والمشاريع الكبرى الهامة التي من شأنها دعم مسيرة التنمية بالولاية مؤكدا الاستعداد الجهوي التام لتقديم العون المطلوب لانجاز مثل هذه المشاريع ومعرجا على الإمكانيات والخصوصيات التنموية والبشرية المتوفرة بالجهة وانفتاح بلادنا على الاستثمار الخاص وحرص الدولة على تفعيل ومعاضدة كل ما هو فيه خير للجهة وللبلد ككل.
تعرض المتدخلون في حوار مفتوح إلى عدة نقاط تهم بالخصوص مواطن الشغل التي ستحدث والتعويل على الكفاءات التونسية ومدى التأثير البيئي على منطقة الرمال وعدم ضياع السنون لإعداد الملفات واستغلال الدراسة الجاهزة التي أعدت منذ سنة 1995 وحينت في سنة 2006 ودعوة الدولة للاستثمار في هذا المشروع وهذه مواقف ووجهات نظر بعض المتدخلين .
وبين السيد يوسف بن رمضان المدير العام للمواني البحرية في تدخله أن الإطار القانوني متطور لتحقيق برامج الاستثمار للقيام بهذه الشراكة وفق مثال التهيئة الدولية البيئية والدعوة إلى تجميع الطاقات والأطراف المتداخلة لإقناع الدولة للمساهمة في هذا الاستثمار واعتماد الدراسة الموجودة التي أنجزت سنة 1995 ووقع تحيينها سنة 2005 وعبر السيد فوزي بن عيسى رئيس الحجرة التجارية للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بالشمال الشرقي ببنزرت انه حلم يراودنا منذ عدة سنوات ويمثل حاليا نقطة هامة جدا بالولاية باعتبار موقعه الاستراتيجي فهو ممر لابد منه في المسلك البحري الممتد شرقا وغربا من قنال السويس إلى جبل طارق هذا المشروع سيغير وجه بنزرت الاقتصادي وسيعطي دفعا جديدا للمستثمرين بالجهة باعتبار تقريب عملية الشحن من فضاءات التصنيع وهذا من شأنه أن يدفع الاستثمار الخاص من جديد وسيعطي انطلاقة جديدة لتركيز مشاريع تصنيعية وتحويلية في مجالات الاختصاص المتعارف عليها بالولاية وهي النسيج والملابس والأحذية والجلد والكوابل والكهرباء ومواد البناء وكذلك القطب التكنولوجي والصناعات الغذائية وغيرها. وأعرب السيد Michel Yebma المدير الاستثماري والمشاريع بAPM TERMINALS أن المؤسسة ممتدة ومتواجدة ب64 دولة في انجاز ميناء المياه العميقة بتونس وهي تعمل في اختياراتها للمواقع على احترام البيئة وإحداث أقل ضرر ممكن نحن الآن بصدد الدراسة وسيتواصل الحوار بيننا ويهمنا رأي المواطن لن نقوم بعملية سريعة لإحداث هذا الميناء لأنه استثمار طويل المدى لفترة تتراوح بين 30 و40 سنة سنعمل على انتداب كفاءات وخبرات تونسية دولية للإشراف على هذا المشروع وسيمكن من إحداث 300 موطن شغل مباشر و3000 موطن شغل غير مباشر وقد يزيد هذا العدد ويتطور بتوسيعه وأكد على ضرورة مساهمة كل طرف حاضر لتقديم المعطيات التي يحتاج إليها والتي تهم بالخصوص السوق التونسية من خلال عمليات التوريد والتصدير وقيمة المشاريع المستقبلية نظرا لخصوصيات الجهة موقعها الاستراتيجي وقربها من أوروبا وقد تم الاختيار النهائي على مكان ميناء المياه العميقة والذي سيكون برمال بنزرت دون غيرها.