أي مستقبل لحركة الشعب في ظل اختلاف وجهات النظر حول الانضمام الى الجبهة الشعبية خاصة بعد تعليق الحوار مع مكوناتها ؟ الاختلاف يبدو كما وصفه البعض بين تيار يميني وآخر يساري حول الموقف من الجبهة الشعبية التي تسيطر عليها احزاب وتيارات يسارية ويدافع الامين العام للحركة محمد الابراهي وبعض القيادات الاخرى على مبدإ الانضمام الى الجبهة الشعبية لخلق التوازن السياسي المطلوب والمضي قدما في تحقيق أهداف الثورة .
السيد زهير المغزاوي القيادي في حركة الشعب نفى في تصريح للشروق وجود خلاف داخل الحركة حول موضوع الجبهة الشعبية واعتبر الجدل يدخل في باب النقاش واختلاف المواقف على ان تحسم الأمانة العامة الموقف وتتخذ القرار النهائي بعد استكمال المشاورات كما أضاف حول آخر اجتماع للأمانة العامة: «الاجتماع خصص لتقييم الوضع السياسي وموقع الحركة في المشهد السياسي الراهن بما في ذلك الحوار مع مكونات الجبهة الشعبية وقد تم الاتفاق على مواصلة الحوار الداخلي» كما بين المغزاوي وجود نقاط تلاقي مع الجبهة الشعبية دون ان ينفي وجود بعض الاختلافات .
الترويكا تبحث عن الوقت المناسب لها
وفي ما يخص موعد 23 أكتوبر المقبل قال المغزاوي: «بالنسبة لنا لا وجود لفراغ بعد 23 أكتوبر بل مجرد أزمة أخلاقية بالنسبة لمن وعد الشعب بانتهاء مهلة المجلس التأسيسي خلال سنة خاصة ان حركة الشعب كانت من بين الأطراف التي أمضت على الوثيقة المعنية غير أن المجلس التأسيس يبقى سيد نفسه»، ومن مقترحات حركة الشعب للمرحلة المقبلة إجراء الانتخابات في شهر مارس المقبل والإعلان قريبا عن تكوين الهيئة العليا للانتخابات قائلا «المفروض ان يقع الإعلان عن أجندة الانتخابات التشريعية والبلدية دون النظر الى المصلحة الخاصة لأحزاب الترويكا التي يبدو انها تبحث عن الوقت المناسب لها لتحديد موعد الانتخابات».
خيار وطني
أما نائب المجلس التأسيسي عن حركة الشعب السيد مراد العمدوني فقال في نفس الإطار «نعتبر الجبهة الشعبية خيارا وطنيا رغم الاتفاق على تعليق الحوار معها الى حين مناقشة الموضوع داخل الحركة» كما اعتبر العمدوني ان الجبهة مازالت في اطار الدعوة للتشكيل ولم تتشكل بعد مضيفا ان الحركة وانطلاقا من ديمقراطية قراراتها أرجعت الأمور إلى القواعد من خلال عودة أعضاء الأمانة العامة الى منخرطي الحركة لبلورة الموقف النهائي .
كما لم ينف العمدوني وجود شقين داخل الحركة حاليا شق رافض وآخر داعم للانضمام إليها، وفي ما يخص موقفه كنائب من انتهاء فترة السنة الخاصة بالمجلس التأسيسي أضاف «الحديث حول هذا الموضوع كان مجرد مزايدات سياسية بين طرفين من اجل الضغط على الحكومة والحصول على تنازلات منها فالاهم ليس المدة بل استكمال أهداف الثورة».