نظم البعض من سكان معتمديّة القيروان الجنوبية وقفة احتجاجية أمام مقر المعتمدية وطالبوا بمعالجة واقع الأهالي وتفعيل برنامج تحسين المساكن وقد وجهوا اتهامات بالتقصير إلى المعتمد مطالبين باستقالته. وقد تعالت أصوات المحتجين الذين قاموا بمنع عمدة المنصورة من دخول المعتمدية. تجمع العديد من الفتيات والنسوة من عمال الحضائر والأليات لإيصال أصواتهم عبر «الشروق». حيث أكدت روضة الزايري أنها عملت لمدة 6 سنوات ضمن الألية 16 وعندما طالبت بتجديد عقدها وترسيمها رفض المعتمد طلبها. كما أكدت كل من هناء الحامدي (حي التبان) ومنية الرمضاني وهادية البرقاوي انهم تعرضوا للطرد عندما طالبوا بحقهم في العمل كما أكدوا تواصل المحسوبية والرشوة. المواطن حسين العثماني (النبش) تحدث عن عائلته التي تضم 14 شخصا يسكنون بيتا واحدا وهو دون مورد رزق قارّ. وقد طالب بتحسين مسكنه ولم تقع الاستجابة لمطلبه دون ان يعرف السبب.
المنصف بوقرة (المزاوغة) قال «أعيش صحبة زوجتي وابنتي وخمسة أبناء في غرفة واحدة تصبح بمثابة اللهيب صيفا وتغرقنا الأمطار شتاء. وتحدث محمد بن علي عن وجود ستة منازل بدون ماء صالح للشرب وهي لا تبعد سوى 500 متر عن خط الربط بالماء التابع ل»الصوناد» ورغم المطالب الموجهة للشركة منذ سنة 2009 إلا انها بقيت بين الرفوف.
السيدة الحامدي أصيلة الحوامد أكدت من جهتها انها تعيش في حالة مزرية وفي اشد درجات الفقر بسبب مرض زوجها. وهي تتمنى ان تحظى بمساعدة ولديها ليتموا دراستهما. وهي نفس الوضعية التي يعيشها أحمد القاسمي (زعفرانة) الذي اكد انه تقدم بمطالب لتحسين وضعيته الاجتماعية دون نتيجة وهو يعاني من إعاقة عضوية منعته من العمل وهو عائل ل6 أفراد إنقطع نصفهم عن الدراسة وبقي النصف الآخر يكابد الأمرين من اجل تامين نفقات دراستهم.
اتصلت «الشروق بالسيد رمضان الغانمي المعتمد الأول الذي حضر للاستماع الى مطالب المواطنين وممثلي جمعية رابطة حماية الثورة التي ساندت احتجاج المواطنين. وقد اكد المعتمد الأول ضرورة ضمان العدالة بكافة مناطق ومعتمديات ولاية القيروان كما طالب بإثباتات ووثائق موثقة للتجاوزات المزعومة والاتهامات بالرشاوي والفساد. واكد ان المسؤول الوحيد عن إبرام عقود العمل بالنسبة للآلية والحضيرة هو مجلس الولاية وليس المعتمد. كما اكد انه ستتخذ إجراءات لمعالجة أوضاع المناطق المهمشة في القيروان. يخشى ان تذهب الوعود والنظريات وتبقى المعاناة.