تعاني عديد المؤسسات الجامعية بالمهدية من ترهّل البنية التحتية، وضعف التجهيزات، والنقص في العملة والإطارات الإدارية لعلّ من أبرزها وضعية المعهد العالي للإعلامية الذي لم تنطلق فيه الدروس بعد، بسبب اعتصام موظفي هذه المؤسسة. فالمعهد العالي للإعلامية بالمهدية يبدو أنه تعاقد منذ مدة مع «الكوارث» بداية بسقوط سقف إحدى القاعات السنة الفارطة نتيجة افتقاده إلى أبسط شروط السلامة من ذلك الشقوق المنتشرة في كامل أنحاء البناية ممّا أدى إلى تسرب المياه إلى المكاتب عند نزول الأمطار، وصولا إلى عدم احترام المسافة الفاصلة بين البناية وعمود التيار الكهربائي مما أدى إلى هلاك شخصين وإصابة آخر يوم 4 سبتمبر المنقضي مما أدى إلى دخول العاملين في هذه المؤسسة في اعتصام مفتوح عطل عملية ترسيم الطلبة وانطلاق الدروس للمطالبة بتغيير المقر حماية للطلبة والموظفين، هذا بالإضافة إلى انتشار الحشرات والزواحف السامة التي أصبحت تجد في البناية ملاذا لها لتنعم بانعدام التهوئة والرطوبة الشديدة في جميع المكاتب التي لم تعد تستوعب إداريي المعهد. ومن جهة أخرى فإن موقع المعهد يبدو غير مناسب بالمرة لمؤسسة جامعية محاطة بعدد من المصانع كمعمل الرخام ومعمل المشروبات الغازية والكحولية، ومعمل الجليز، ومعمل التن، والمستودع البلدي، وديوان التطهير(L'ONAS) وما يطلقه من روائح كريهة، أما عندما تهطل الأمطار فيمكن الاستعانة «بقارب» للوصول إلى المعهد، وحتى في الأيام العادية ترفض سيارات الأجرة إيصال الطلبة أو المواطنين إلى المعهد نظرا لعدم تهيئة الطريق المؤدية إليه، هذا إلى جانب ما يتعرض له العملة والطالبات خاصة من معاكسات من قبل مدمني الخمر ومحاولات النشل، وإغلاق الطريق بالشاحنات الثقيلة التابعة لمعمل المشروبات الغازية والكحولية... فلماذا لا يتم التخلّي عن هذا المقر بما أنه على وجه الكراء وتعويضه بآخر تتوفر فيه المواصفات المطلوبة كما تم التخلي سابقا عن مقر المبيت الجامعي الفاطمي للفتيات نتيجة إخلالات فنية؟ المركز الثقافي الجامعي بالمهدية يعاني بدوره من مشاكل في البنية التحتية، حيث أنه ينشط في بناية تعود إلى سنة 1908 شيدها إيطاليون على مساحة 110 متر مربع تشكو من رطوبة شديدة، ومن نقص كبير في مكاتب الإداريين وتبعد عدة كيلومترات عن المركب الجامعي بالمهدية، بالرغم من تنوع أنشطته و نواديه. وفي ذات السياق يعاني المبيت الجامعي بالمهدية (مبيت المنطقة السياحية) الذي تبلغ طاقة استيعابه 1200 سرير، ويمسح قرابة 5 هكتارات بتكلفة ناهزت 11 مليون دينار من مشاكل عدة من حيث التجهيزات والصيانة، في حين يبقى المبيت الجامعي «الفاطمي» للفتيات الذي تقارب طاقة استيعابه 300 سرير الشعلة المضيئة على مستوى المؤسسات الجامعية بالجهة بفروعه الثلاثة بالنظر إلى مستوى الخدمات الجيدة التي يقدمها لفائدة الطلبة. أما المبيتات الجامعية الخاصة فحدث ولا حرج، إذ نجد في منطقة «رجيش» ثلاثة مبيتات بطاقة استيعاب تقارب 1300 سرير وهي في الظاهر تساهم في حلّ بعض مشاكل السكن للطالبات، وقد تحظى بعضها باستحسان الطالبات نظرا للخدمات المقدمة، إلا أنها في العمق تشكو من عدة نقائص، ومن تجاوزات وإخلالات قانونية تتطلب المراقبة الفعالة والمستمرة من قبل سلطة الإشراف.