تبادل القطريون الصّور ومقاطع الفيديو والأخبار حول أمطار الخريف وعبّروا عن سُخطهم على سوء البنية الأساسية فى الدولة التي يُنفق زعماؤها الوقت و المليارات في «النزاعات الخارجية». يصف القطريون أمطار الخريف ب «الحيا» أي التي تحيي الأرض بعد موتها لكن ردود فعل بعضهم بعد الأمطار الأخيرة كانت مختلفة تماما. تُظهر إحدى الصّور التي تناقلها المُواطنون القطريون شابين على متن قارب مطاطي وبيدي كل منهما مجذاف في أحد شوارع الدّوحة التي استوحت اسم أحد أرقى مُجمّعاتها التّرفيهية «جوندولينيا» من قارب التجديف التقليدي المُميز لمدينة فينيسيا الرّومانسية الايطالية، والتي تُخطّط كذلك لإنجاز نمُوذجية يُحتذى بها في مجال المباني المُستدامة.
واتفق الجميع على أن «أمطار الخير» هذه هي «الأقوى التي نزلت على قطر من عشرات السنين»، كما تُبيّن صور الشّوارع وقد تحوّلت إلى برك من المياه العكرة والسّيارات وهي مُحاصرة والشّاحنات وقد عرقلت حركة المرور.
ونقلت صحف محليّة نصائح وزارة الداخلية في حسابها على تويتر لأصحاب المركبات ب«توخي الحيطة والحذر والقيادة بتأن وإتباع ارشادات السلامة أثناء هطول أمطار الخير والبركة».
وكانت هيئة الأرصاد الجويّة تنبّأت الخميس بأن «الطقس الجمعة سيكون غائمًا جزئيًّا مع فرصة لأمطار ويُصبح صحوًا ورطبًا مع غبار عالق وضباب خفيف». وكانت «بوابة الشرق» الصحيفة المحلية الوحيدة التي نقلت عن عدد «من المُواطنين انتقاداتهم للبُنية التحتيّة للمُدن القطرية ولعدم وجود تصريف جيد لمياه الأمطارالتي كشفت عن جملة من العيوب في الطرق».
ومن بين هذه العُيوب ذكرت الصحيفة «عجز شبكات الصرف بالطرق الجديدة عن تصريف مياه الأمطار، إضافة إلى وجود ميلان في بعض الطرق، الأمر الذي أدى إلى تجمع مياه الأمطار بكثافة في تلك الشوارع، ما ساهم في محاصرة سيارات بتلك المناطق وعرقلة حركة المرور».
وبينما كانت الحكومة تتباهى بأن «قطر حلّت في المرتبة الأولى خليجيا وعربيا من حيث النمو الاقتصادي المتوقع للسنتين الجارية والقادمة» وبأن «قطر جاءت في المرتبة الأولى عربيا والحادي عشرة عالميا بتصنيف التنافسية العالمية لهذا العام»، كان العديد من القطريين يتذمّرون، كما كشفت عنه عدة تقارير صحفية.
وقد تذمّر قطريون من تأخّر مشاريع الصرف الصّحّي ومن غياب الخدمات والمرافق الحيوية وانعدام المحلات التجارية ومن عدم وجود أعمدة إنارة بالشوارع الداخلية ومن إفتقارهم للحدائق والملاعب.
واشتكى آخرُون من تردي الطرقات وانتقدوا وزارة «الأشغال» ل «استباحتها» شوارع الدوحة من خلال أعمال الصّيانة البطيئة وانتشار الحُفر والتشققات في بعض الشوارع ومن الإزدحام والإختناقات المُرورية.
وأحيانا يُوضح مسؤُولون في المجلس البلدي بأن «الحلول الجذرية قادمة». وتزامن هُطول الغيث النّافع مع تواجد كل من أمير البلاد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في نيويورك، حيث شاركا في اجتماعات الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ودعا الأمير إلى تدخل عربي عسكري في سوريا، حيث «بلغ الوضع اليوم مراحل لا تحتمل»، وأكّد رئيس الوزراء على ضرورة انهاء الوضع الحزين للسوريين بأسرع ما يمكن» وعلى حد تعبيره.