وسط تخوفات من تكرار بعض صعوبات النقل والسكن والطعام التي عاشها بعض الحجاج والمعتمرين في مواسم سابقة تنطلق اليوم أولى رحلات حج التونسيين. وقد أعلن المسؤولون اتخاذ حزمة من الاجراءات لتخفيف معاناة حجيجنا الميامين. أكد السيد عبد الستار بدر المكلف بالإدارة العامة للقرآن الكريم والشعائر الدينية بوزارة الشؤون الدينية أن الوزارة قد اتخذت جل الإجراءات لإنجاح موسم حج التونسيين هذا العام.
وتنطلق اليوم أولى رحلات الحجيج التونسيين باتجاه البقاع المقدسة ومن المنتظر أن يؤدي حوالي 10347 حاجا وحاجة خامس الفرائض الاسلامية... ويسافر التونسيون نحو البقاع المقدسة ضمن 88 رحلة ذهابا وإيابا تؤمنها الخطوط الجوية التونسية.
وقال السيد عبد الستار بدر ان الاستعدادات قد بدأت منذ مدة طويلة وتم اختيار أماكن السكن والإقامة وضبط الوفد الصحي. ويضم الوفد 324 مرافقا و 90 مرشدا يساهمون في ارشاد الحجاج فقهيا وشرعيا ويضم الاطار الفني والصحي 81 شخصا وتطالب الإجراءت وجود مرافق من الأصول أو الفروع لكل من يفوق 80 سنة.
سكن وإشكالات
أفاد السيد عبد الستار بدر أنه لا وجود لأي إشكال هذا العام يهم السكن بالمدينةالمنورة وأشار في المقابل إلى الإشكال المتعلق بالسكن في الحرم بعد عمليات التوسعة التي أجرتها السلطات السعودية والمتمثلة في إزالة بعض النزل.
وقام الوفد التونسي بمحاولة الحجز في أقرب النزل وتم الاتفاق على حجز ما يقدر بطاقة استيعاب ل 6800 حاج وحاجة بنزل« الميليسان» ذي الخمس نجوم ويبتعد هذا النزل حوالي 1200 متر عن الحرم المكي.
وسيوفر النزل حافلات نحو الحرم مع الاقامة حسب شروط العقد الذي وقع إمضاؤه ، من جهة ثانية تم حجز ثلاثة نزل في منطقة غزة والذي يبتعد حوالي 800 متر عن الحرم ويمكن الذهاب إليه على القدمين أو باستعمال الحافلة.
لأول مرة
صرح السيد عبد الستار بدر أنه سيتم ولأول مرة توفير وجبة أكلة فطور الصباح والعشاء بالنزل أي نظام نصف اقامة بعد أن كان الحجاج يتكبدون عناء جلب الطعام معهم.
وأكد أن الخيرات موجودة وسيتم توفير «قفاف» من الأكلات والسندويتشات لكل الحجاج في منتصف النهار. من جهة أخرى تم توفير الوسائد والحشايا وكل مسلتزمات الراحة للحجاج بكل من منى وعرفات ويمكن للحشية أن تتحول إلى كرسي للجلوس. من جهة ثانية سيتم ولأول مرة القيام برحلة مباشرة من جدة أو المدينةالمنورة (حوالي 18 رحلة) وهو ما سيوفر عناء رحلة اضافية بالنسبة الى الحاج. وقال السيد عبد الستار ان الحجاج كانوا يتعبون من الرحلة الاضافية. وتنطلق أول رحلات الحجاج اليوم على الساعة الحادية عشرة ليلا وتكون آخر رحلة عودة يوم 20 نوفمبر.
«السارس» والمخيمات التونسية
تم الاتفاق مع السلطات السعودية على استرجاع المخيمات التونسية القريبة من الحرم بعد أن تم حرمان التونسيين منها بعد الغاء موسم حج التونسيين بسبب أنفلوانزا الخنازير.
أما فيما يتعلق بالتخوفات الموجودة من انتشار مرض السارس فقال محدثنا إن السلطات السعودية أكدت عدم وجود الفيروس وحصره في ثلاث حالات فقط. وأشار إلى أن هناك وفودا سبقتنا الى موسم الحج ولا وجود لحالات وبائية وكان الوزير السعودي قد قام بتصريح حول سلامة المملكة من المرض وعدم التخوف من الفيروس الذي لا يعدي من الانسان للإنسان.
تكلفة وأسباب...
بلغت تكلفة الحج هذا العام 6700 دينار بفارق 500 دينار عن السنة الماضية وأرجعت مصادرنا هذا الفارق الى انخفاض سعر الدينار التونسي وارتفاع سعر المحروقات ووجود أداءات اضافية بالمطار الجديد بالمدينة ووجود تحسينات في الأكل والنقل و«عرفات» وكان من المقدر أن يصل سعر الحج 7 آلاف دينار لكن تم الضغط على المصاريف. عموما ينطلق الحجاج التونسيون في شوق نحو البقاع المقدسة ويرجو الجميع مضي موسم الحج بعيدا عن الفوضى والاكتظاظ.