هذا الموعد هو مناسبة للتأكيد على حساب الحقل والبيدر بمعنى ماذا جنى المجتمع من الطبقة السياسية. والتباعد بين الطبقة السياسية والفاعلين السياسيين من جهة والمجتمع واستحقاقات الثورة من جهة أخرى أخذ في الاتساع في اتجاه القطيعة. السياسيون يرون في 23 أكتوبر محطة سياسية فاصلة لإعادة تشكيل المشهد السياسي وتقسيم ما تبقى من السلطة والمواطنون يرونها امتحان جديد تفشل فيه الطبقة السياسية في الالتصاق بمشاغل شعبها فالمفهوم مختلف تماما عمّا يراه الشعب.
الشعب سيحسم نهائيا في الطبقة السياسية يمينها ويسارها فهذا الموعد الذي تدور حوله معركة السياسيين لا يعني شيئا للمجتمع ولا الطبقة الوسطى ولا الناخبين ولا العاطلين والخوف كل الخوف بعد أن فقدنا طريق الثورة وضاعت المطالب الثورية في الجدل السياسي العقيم هو ان يفقد المجتمع ثقته في كل السياسيين وما نعيشه اليوم زخم مشابه للزخم الثوري لعام 2010 مع فارق جوهري هو انّ السياسيين لن يجدوا من يعطيهم الثمرة.
وفي غياب الطبقة السياسية وهيبة الدولة يصبح المجتمع حام لنفسه ومعتمد على قواه الذاتية لحماية نفسه وهذا أمر لا يؤسس للانتقال الديمقراطي لأن هذا الاخير يتطلب وجود الاحزاب وبالتالي على السياسيين أن ينضجوا وأن يلتحقوا بركب الشعب بالحلول الدنيا لأن القطيعة وباء على المجتمع والطبقة السياسية.