عودة لطفي عبد الناظر الى رئاسة ال«سي آس آس» من جديد طرحت عدة تساؤلات في الشارع الرياضي بعاصمة الجنوب باعتبار أن الرجل قد تم تصنيفه ضمن قائمة رجال الأعمال المستفيدين خلال عهد الرئيس المخلوع. فهل جاءت هذه العودة من أجل انقاذ الفريق من أزمة مالية خانقة مقابل انتزاع صك الغفران من السلطة السياسية؟ وهل ينجح في اعادة الروح للنادي الصفاقسي الذي أصبح فريقا دون مخالب في الفترة الأخيرة بعد أن فقد اشعاعه داخليا وخارجيا ؟ وهل يتمكن من فرض الانضباط وتوفير دعائم الاستقرار له بعد أن سيطرت لغة التهديد والوعيد في تعامل الأحباء مع الهيئة المديرة السابقة؟
صفقة أم رغبة في الإنقاذ
الثابت أن لطفي عبد الناظر عاد من الباب الكبير لرئاسة النادي الصفاقسي خاصة وأنه لم يبتعد كثيرا عن أجواء الأبيض والأسود باعتباره أحد أبرز العناصر الفاعلة في لجنة الدعم مما يفند ما تداولته بعض الأطراف عن وجود غايات سياسية تقف وراء هذه العودة، فقد تسربت معلومات عن صفقة سرية عقدت في الخفاء بين رجل الأعمال وبعض الأطراف الفاعلة في الحكومة الحالية تقضي بالتزام الطرف الأول بتغطية الديون المتراكمة للفريق والتي تجاوزت 8 مليون دينار مقابل حصوله على مصالحة سياسية وجبائية وقضائية مع الجهات المعنية, هذا الرأي له ما يبرره خاصة وأن عبد الناظر قد ترشح لرئاسة ال«سي آس آس» وهو العارف بحقيقة الأزمة المالية التي يتخبط فيها الفريق منذ مواسم عديدة في ظل عزوف عديد الأطراف عن تقديم يد المساعدة لكل الرؤساء الذين تتالت استقالاتهم انطلاقا من صلاح الدين الزحاف ونوفل الزحاف وصولا الى المنصف السلامي.. المهمة تبدو صعبة لكن أن يكون المقابل عودته للظهور بصورة ناصعة للرأي العام تجعله يتخلص من تبعات التهم التي نسبت اليه في الفترة الأخيرة خاصة المتعلقة بملف الفساد خلال عهد الرئيس المخلوع فإن الرجل على أتم الاستعداد أن يضخ أموالا طائلة بخزينة النادي تعيد للفريق هيبته المحلية والقارية وما يمثله ذلك من استقرار في الشارع الرياضي بمدينة صفاقس ذات المليون سكان .
تحديات كبيرة
رهان آخر ينتظر الرئيس الجديد يتمثل في توفير أكثر من نصف مليون دينار لخزينة النادي في فترة وجيزة لاتمام ابرام مختلف العقود مع الاطار الفني واللاعبين والمزودين.. مهمة تبدو في المتناول بالمقارنة مع ما سيدفعه لاحقا، لكن ما يخشاه بعض الأحباء أن تهيمن فكرة البحث عن حلول للأزمة المالية لفريق عاصمة الجنوب على أسلوب عمل أعضاء الهيئة المديرة الجديدة وتعجز جراء ذلك عن تحقيق جملة الأهداف المعلن عنها في الجلسة العامة الفارطة والمتمثلة أساسا في التتويج بأحد الألقاب المحلية والمراهنة الجدية على كأس الكنفدرالية الافريقية .
والأكيد أن عبد الناظر سيكون في موقف لا يحسد عليه حتى وان نجح في انقاذ ال«سي آس آس» ماديا، فالأصوات بدأت تتعالى من أجل فرض الانضباط بين مختلف الأطراف باعتبار أن الرجل قد عرف بتسامحه الشديد وسخائه اللامحدود خاصة مع اللاعبين.
فهل يتمكن لطفي عبد الناظر من تجاوز مختلف العراقيل والصعوبات التي تنتظره ويخرج سالما من فمي كماشة المال والسياسة وأزمة النتائج التي يتخبط فيها النادي الصفاقسي؟