وسط تصفيق وتهليل ونداءات بقوة الاتحاد العام التونسي للشغل دخل أنيس السبوعي سائق الحافلة الذي كان موقوفا إثر شجاره مع سيدة في الطريق وانجرّ عنه شلل كامل في قطاع النقل. وسط حراسة مشدّدة دخل أنيس الى مقر الاتحاد العام التونسي للشغل وقام بتحية زملائه في قطاع النقل وكل النقابيين الذين دعموه موجها رسالة شكر للأمين العام للاتحاد حسين العباسي لمساندة اتحاد الشغالين له في أزمته.
رفض سامي الطاهري الأمين العام المساعد أن يدلي سائق الحافلة بأي تصريحات للاعلام قبل التشاور حول تطورات هذه القضية ولكن استطعنا أن نفتكّ تصريحا خاصا ل«الشروق» من قبل أنيس السبوعي الذي قال «بدأت المشكلة عندما اصطدمت بسيارة احدى السيدات وكان برفقتها شخص ما وعندما توقفت ما راعني إلا وتهجم الرجل المرافق لها عليّ وانهال عليّ بالضرب والاهانات ولولا أن بعض الركاب ساعدوني لكانت الكارثة، وعندما اتجهت الى مركز الأمن لتقديم شكوى ضدها وضد مرافقها تمّ إيقافي هناك وهذا ما فاجأني لأني تحوّلت من ضحية الى متهم.
وهنا قاطعه زميله قائلا «هذه السيدة هدّدت أنيس بنفوذها واعتدت عليه أمام رئيس المركز» وقالت له حرفيا «واللّه ما نحطّك في الحبس» وفعلا صدقت في تهديداتها ولكن نقول لها ولكل أصحاب النفوذ في هذه البلاد «لن نخافكم بعد الآن»، أما أنيس فقد أضاف على كلام صديقه أن رئيس المركز أخبره أنها صاحبة نفوذ «وبأنها واصلة لفوق».
أنيس السبوعي كان سعيدا بمساندة كل زملائه في قطاع النقل والقطاعات النقابية الأخرى له في هذه الأزمة التي مرّ بها، وعن هذا قال ل«الشروق» «نزلت دموعي اليوم لأني أحسست بأني لست وحيدا بل بجانبي كل زملائي وأصدقائي وتأكدت أنه لم يعد أصحاب النفوذ والسلطة قادرين على ظلمنا». كما ساند إياد الدهماني عضو المجلس التأسيسي الاتحاد العام التونسي للشغل وندّد بتعرّضه لهجوم صباح أمس مؤكدا أن ما حصل لمقر الاتحاد هو مهزلة وفضيحة.