شهدت منطقة وادي الزرقاء التابعة لمعتمدية تستور في شهر سبتمبر احتجاجات تم على إثرها قطع الطريق الوطنية الرابطة بين باجةوتونس. الأهالى احتجوا على تزايد الحوادث المرورية مما سبب خسائر بشرية متكررة وفي الحقيقة كانت وفاة شاب من منطقة وادي الزرقاء سببا مباشرا أخفى وراءه أسبابا خفية أهمها حالة التهميش والفقر وضعف البنية التحتية للمنطقة.
يذكر أن عدد سكان وادي الزرقاء فاق العشرين ألف ساكن يعيشون بقرية متاخمة للطريق الوطنية الرابطة بين تونسوباجة ويعيش أغلبهم من القطاع الفلاحي لكن منذ سنوات شهدنا تركيز عدد من المصانع والوحدات الإنتاجية المشغلة لكن الملفت للانتباه هو غياب بنية تحتية والى حد الساعة تشهد غيابا لقنوات الصرف الصحي مما يتسبب في انبعاث الروائح الكريهة داخل أزقة القرية من جهة أخرى أغلب الطرقات والأزقة هي مسالك ترابية ممتلئة بالحفر وتشهد وعورة في عدد من المناطق وحدث ولا حرج عن حالتها عند تراكم السيول المائية في فصل الأمطار.
من جهة أخرى اتصل ب «الشروق» عدد من سكان المدينة وكلفونا إيصال أصواتهم فيما يخص مطلبهم بإحداث قسم للاستعجالي داخل وادي الزرقاء حيث قالوا أن المنطقة تبعد عن مدينة باجة حوالي 34 كلم كما تبعد عن مجاز الباب حوالي 20 كلم كما تشهد تركزا سكانيا عاليا إضافة إلى وجود قرى مجاورة وفي ظل وجود حالات مرضية استعجالية يجبر المتساكنون على نقل مرضاهم وتكبد مشقة التنقل البعيد وفي حالات عديدة تسبب بعد المسافة في تدهور الحالات الاستعجالية. سكان وادي الزرقاء طالبوا أيضا بإحداث معهد ثانوي داخل المنطقة وعدم الاقتصار على المدرسة الإعدادية الحالية حيث ارتفع عدد التلاميذ في السنوات النهائية من التعليم الثانوي سواء في وادي الزرقاء أو منطقة الجديدي المجاورة ووادي الزيتون وسيدي عبد العزيز وكلهم مجبورون على التحول يوميا إلى معتمدية مجاز الباب لمزاولة دراستهم في حين يخير آخرون الالتحاق بالمبيت.
في انتظار مشروع جنان مجردة
بادرة الأمل لسكان وادي الزرقاء ستكون مشروع جنان مجردة الذي أعلن عليه رئيس الحكومة في شهر ماي الماضي يوم تدشينه لمشروع الطريق السيارة وهو بمثابة منتزه ومدينة ترفيهية ستقام على أعتاب المنطقة الغابية المتاخمة لسد سيدي سالم نظرا لجمال المنطقة وتنوعها الطبيعي وفي هذا السياق علمنا أن السلط الجهوية في ولاية باجة قد حاورت وفدا من الصين حول الاستثمار في المشروع.