بدأت الاستعدادات كبيرة للموسم الفلاحي وخاصة المتعلق بزراعة الحبوب رغم عديد التخوفات خاصة من الكوارث الطبيعية وما يمكن ان تلحقة من اضرار بالقطاع الفلاحي بصفة عامة. هذه الاستعدادات لم تخف تذمر الفلاحين من تكلفة البذور والأسمدة. بداية الاستعدادات كانت بحراثة الحقول لتكون جاهزة عما قريب للزراعة وهي عملية رافقتها كذلك استعدادات لوجيستية تمثلت في توفير الكميات اللازمة من بذور: القمح الفارينة الشعير الفول... تحسبا لكل طارئ من شأنه أن يعيق عملية الزراعة.
ما ميز العملية هذا الموسم حسب الكثير من الفلاحين الذين سألتهم «الشروق» هو ارتفاع كلفة البذور والأسمدة وهي كلفة ستأثر حتما على ظروف ومصاريف الإنتاج خاصة اذا انضافت لها الحراثة وأجرة البذر اليدوي أو عن طريق آلة الزراعة وهي مكلفة جدا (الحراثة 40 دينارا تقريبا للهكتار ومثلها للبذر وكذلك الأمونيتر والفسفاط) وهي مصاريف تنهك الفلاح في ظل غياب الدعم والتشجيع من طرف وزارة الفلاحة بما يجعله يستقبل الموسم بمفرده عزاؤه الوحيد الصبر وكرم ما يمكن أن تجود به الطبيعة.
رغم الأمل ولمسة التفاؤل التي لمستها «الشروق» عند أغلب الفلاحين وكثرة المصاريف ,فإن الهاجس الأكبر والذي يسيطر على العقول ويكبل حسب الفلاحين الأيادي هو العوامل المناخية التي يجود بها الموسم وخاصة سيول الأمطار وما يمكن أن تخلفه من أضرار للحقول وفي البال كوارث السنة الفارطة وما سببته من غرق أكثر من 04 آلاف هكتار بسبب السيول الجارفة.
وقد تساءل عدد من الفلاحين عن استعدادات مصالح المندوبية الجهوية ووزارة الفلاحة فيما يتعلق بالوقاية من الكوارث الطبيعية, حتى يحس الفلاح بنوع من الطمأنينة وهو المقبل على عدة تحديات ترافق الموسم خلال كامل مراحله.
وقد علمنا في هذا الصد أن المندوبية الجهوية للفلاحة وفي إطار ضمان موسم فلاحي بعيدا عن سطوة الكوارث الطبيعية يتم تجفيف ما يفوق 1400 هكتار بمناطق العرايا والعيثة وسوق السبت والجريف كبداية لتدخلات أخرى تمكن من الحد من الطبيعة وقساوتها.
كما عبر الكثير من الفلاحين عن املهم في انجاح الموسم الفلاحي الجديد وان يمر دون صعوبات وكوارث طبيعية. وختم الفلاحون بالمطالبة بمراجعة العلاقة مع الفلاح واعتباره شريكا فاعلا في العملية لا منتجا فقط ولا يهم كيف يكون الإنتاج وصعوباته وهذاه المراجعة تتمثل بالأساس في مراجعة أسعار عدة مواد وأسعار ترويج الإنتاج وتحسين ظروفه.