غرفة وحيدة تفتقد لأبسط المفروشات تأوي لسنوات عائلة تتركب من خمسة أفراد ... الجدران اعتلتها الشقوق والفتحات التي تتسرب منها مياه الأمطار شتاء ... هي صورة مختصرة لمعاناة أسرة فالزوج أقعدته مبكرا عن العمل أمراض مزمنة. السيد «نور الدين الكلاعي» رب هذه الأسرة أوضح انه أضحى مقعدا عن العمل منذ السنوات الأولى للألفية الثانية بعد أن داهته الجلطات القلبية المفاجئة لثلاث مرات وأودت بنشاطه فضلا على مرض «الرواري» وذلك منذ عام 2005. وان كل الأماني وبصفة عاجلة المتمتع وعائلته ببطاقة علاج مجاني في الإيفاء بحق ابنه في منحة العودة المدرسية المخصصة لفائدة العائلات المعوزة وذلك بعد أن تعلل لمدة سنوات من يهمه الأمر من السلط الاجتماعية المحلية بحجج تأخر دفع الملف وذلك للعام الثالث على التوالي ولتضيع مثل هذه الحقوق هباء ... كما أشار في الأثناء محاورنا إلى تداعيات مثل هذه التعطيلات او التعلات بتأخر إتمام الملف وهو فقير الحال في التحاق ابنه «باسم» بالمدرسة الإعدادية وعدم مباشرته لمدة ثلاث أيام متتالية الدروس على غرار زملائه وذلك لرفض عدد من الأساتذة حضوره بالقسم غير مصحوب بأدواته المدرسية كما وصف... الحل في الالتحاق بالمدرسة كان بفضل تدخل جمعيات العمل التطوعي بالجهة على حد قول محاورنا . الهواجس والنداءات تداخلت بأذهان السيد « نور الدين» وزوجته السيدة «عائشة « حيث أصحاب الخير والمحبين للتعاون ساهموا إلى حد ما في تخفيف حجم المعاناة ووقعها على حد وصفهما .وقد زرنا المنزل الكائن بمنطقة المصيدة التي لا تبعد كثيرا عن قلب مدينة بنزرت لكن ظلت أصوات ونداءات أفراد عائلتها في تحسين مسكن كأقصى الأحلام والنظر إلى وضعيتهم الاجتماعية لا سيما بإسداء ابسط الحقوق على غرار منحة العودة المدرسية حيث بقيت دون نظر لا سيما إزاء وضعيات وصفها محاورانا ترتكز على المحاباة في الاستجابة لمثل هذه المطالب على حد تعبيرهما ... المنزل الذي يفتقد لأبسط ضروريات الإقامة والحياة مثل غرفة وحيدة تقريبا لمدة سبعة عشر عاما حيث اقعد المرض المفاجئ الزوج عن إتمام بناء منزل العائلة وحيث يفتقد لأبسط المفروشات ووضع عيش صحي لاسيما مع عدم اكتمال وضع أسس الأركان
وحالة السقف ... وحيث يعتمد في الإنارة لجل العائلة على فانوس وحيد مربوط إلى عداد احد الاجوار فلا ماء ولا دورية مياه صحية ملائمة ... وقد جلسنا إلى السيد « نورالدين وزوجته حيث لاحظنا انهما اكبر من سنهما بكثير محاملان بالهموم لاسيما إزاء الصمت من السلط المعنية في النظر إلى مطلبهم في تحسين مسكن و حيث لا تتجاوز المنحة المسداة شهريا 100 دينار واغلبها تصرف في شراء أدوية الزوج التي بلغت معدل 22 قرص حربوشة على مدار ساعات اليوم .. كما يتهدد احد الأبناء الإصابة بمرض الربو«الفدة»...
ومع هذا تظل أماني أفراد هذه العائلة نظر السلط الاجتماعية المعنية في وضعيتهم الاجتماعية لاسيما بالمساهمة في تحسين المسكن ورفع مثل هذه المطالب عن المحاباة والمماطلة الإدارية على حد تعبير محاورانا ..هذه المعاملات الإدارية أفقدت رب هذه العائلة المثقل بالمتاعب الثقة في المسؤولين بعد أن مثل إغلاق الباب الرد الروتيني الذي ما يزال متواصلا على حد وصفه