ترقد نورهان ذات الخمسة عشر ربيعا في ركن قل اثاثه وهي الحاملة لإعاقات تعددت لا ترى ولا تتحرك دائما تصيح وما زاد في تفاقم الوضعية الاجتماعية وفاة رب الاسرة وعائلها الوحيد منذ السنوات الاولى من الالفية الحالية .. هي احد وجوه مأساة عائلة تعاني الخصاصة في منطقة قريبة جدا من المدينةبنزرت لكن ظلت في المقابل اصوات ونداءات افراد عائلتها للفتة نظر كريمة ورحيمة لمن يهمه الامر من السلط المحلية والجهوية الاجتماعية دون مجيب. وحتى تنتشل هذه العائلة من الفقر ومخاطر الخصاصة التي اتت على احلام افرادها الشبان على حد تصريح السيدة «حليمة» ربة هذه الاسرة .
في أول حوارنا جلسنا الى الأم «حليمة الذكواني» من مواليد عام 1961 والتي بدت اكبر من سنها بكثير محملة بالهموم والمشاغل الأسرية التي زادت حدتها مع وفاة رب الاسرة بعيد اصابته بالمرض الخبيث السرطان منذ عام 2005 معاناة تلونت ملامحها وجوانبها الاجتماعية لاسيما ما تعلق منها بالخطإ الطبي او بالأحرى إهمال طبي ما يزال دون بحث بحق الطفلة نورهان البالغة من العمر 15عاما. حيث اقعدت الى صفوف المعوقين بامتياز فهي ضريرة وحاملة لإعاقة عضوية ونفسية ...
و... حيث تضطر الام على مدار اليوم الى تبديل حافظاتها المكلفة والمستنزفة للمداخيل العائلية القليلة جدا للعائلة .. فقدت بصرها على اثر اهمال طبي وهي دون الرابع من الاشهر الاولى لولادتها حسب ما حدثتنا به الوالدة بقسم الرضع بمستشفى بنزرت... المسؤولية دون تحديد الى حد الساعة رغم ثبوت مواطن الادانة طبيا وعلميا حسب محدثتنا . وتضيف الام انها ملت ايفاد الملفات وطرق باب المرشدات الاجتماعيات ومن يهمه الامر لا سيما بعد وفاة زوجها حيث بقيت العائلة المتكونة من خمسة افراد معطلين يعيشون على وجه الفضل حتى في ابسط الاشياء والاحتياجات الاجتماعية. الأم التي تعاني من مرض ضغط الدم اوضحت انها تلتمس من السلط الجهوية لا سيما الاجتماعية انطلاقا من وسائل الاعلام استرداد حق ابنتها المعوقة . وهي حقوق مهضومة حيث ليس لديها من مورد مالي الا 150 دينارا تركها كشيخوخة زوجها الذي داهمه المرض وهو حارس دون بلوغ سن التقاعد .
كما ان وفق المتحدثة لا تنسى فضل جماعة الخير من الجيران ومن غير الجار المحب للتعاون والذي خفف الى حد ما من وطأة معاناتها الثقيلة بعد ان داهمت البطالة فلذات اكبادها دون ان يستطيعوا اتمام مراحل الدراسة حتى الثانوية منها ..الابنة «محجوبة» التي واكبت حوارنا الم بها هي الاخرى مرض غريب اقعدها.. رجاؤها الوحيد ان تعود للعمل ولن تعالج بعد ان كابدت عائلتها مصاريف علاجها هي الاخرى... كل اماني العائلة حيث أتت الخصاصة على احلام ابنائها في تحسين المسكن حيث تم التفويت فيه لهم من قبل افراد العائلة الكبرى فضلا عن الحصول على بطاقة علاج مجاني ككل العائلات المعوزة وكفالة مرض الابنة الصغرى الضريرة والمعوقة بشكل عميق «نورهان وذلك باسترداد حقها في منحة على غرار باقي المعوقين لمجابهة مصاريف المعيشة والعلاج العميقة بعمق الاعاقة التي تحملها .