لم تتمكن «البقلاوة» من تنفس الصعداء الا في الأمتار الأخيرة من سباق البطولة حيث عاش الفريق العريق كابوسا تلو الآخر في الأشهر الماضية حتى أن رئيس النادي كمال السنوسي هدد بالانسحاب بمجرد العبور بزملاء مروان تاج الى شاطئ الأمان. «الشروق» تحدثت الى رئيس الملعب التونسي كمال السنوسي لاستفساره عن عدة نقاط تشغل أحباء هذا النادي الذي يعدّ احدى القلاع الرياضية في تونس فكان لنا معه الحوار التالي:
أنهى الملعب التونسي البطولة في المركز التاسع فما حكمك على ما قدمه ناديك طيلة الأشهر الماضية؟
لن أبالغ اذا قلت إنه ينبغي علينا طي صفحة الموسم الماضي لأنه كان صعبا وشاقا الى أبعد الحدود وشخصيا أعتقد انه ينبغي استخلاص الدروس من كل ما حدث. لابدّ من التذكير مع ذلك بأن البداية كانت قوية ولكن سرعان ما تراجعت النتائج وتعاقد الفريق مع العثرات واعترف بأن الهيئة المديرة قامت بعدة اختيارات لم تكن صائبة كما أننا تعاقدنا مع عدة لاعبين لم ينجحوا في تقديم الاضافة للنادي.
ولكن لا ننسى كذلك الأزمة المالية الخانقة التي عاشها فريقكم وهو ما أثر على أداء اللاعبين، أليس كذلك؟
تقدر ديون الملعب التونسي في الوقت الراهن بمليارين وقد حاولت الهيئة المديرة الحالية جاهدة التخلص من جزء كبير من بعض الديون التي كانت متخلدة بذمة فريقنا عندما تسلمنا مهمة رئاسته والتي قدرت آنذاك بحوالي 700 ألف دينار وقد تفاقمت الأزمة المالية للفريق بسبب تراجع المنح المتأتية من البلدية في العامين الماضيين بحوالي 160 ألف دينار.
أعلنت وزارة الشباب والرياضة أنها ستمنح 400 ألف دينار لكل فريق ينتمي الى الرابطة الاولى، ألن يساهم هذا المبلغ في التخفيف من أزمتك المالية؟
دون مجاملة، أعتقد أن الوزارة ممثلة في شخص السيد طارق ذياب عملت على مساعدة كل الأندية دون استثناء وأؤكد شخصيا انها قامت بواجبها تجاه الملعب التونسي، اذ لا ننسى انها ستوفّر حوالي 600 مليون لإعادة تهيئة مركب باردو الذي سيكون ان شاء الله في ثوب جديد بعد حوالي سبعة أشهر ولكن كل هذه الأموال غير كافية لتغطية جميع حاجيات النادي بدليل ان الأزمة المالية متواصلة حيث تقدر ديوننا في الوقت الراهن بمليارين مثلما أشرت الى ذلك.
لكن أين كبار فريق باردو الذين بإمكانهم مساعدة النادي ماديا؟
إن كلمة كبار الفريق يرددها البعض على مسامعي طيلة السنوات الماضية اي منذ ان كنت مسؤولا في فرع كرة اليد بالفريق ولكن في الحقيقة لا وجود لها على أرض الواقع وكل ما في الأمر انه يوجد بعض المدعمين الذين يساعدون «البقلاوة» لكنهم يطالبون بكل لطف عدم ذكر أسمائهم.
علمنا انك هددت خلال الفترة الماضية بالانسحاب من منصبك وذلك لعدة اعتبارات فلو توضّح لنا هذا الامر؟
نعم، لقد عبّرت في وقت سابق عن رغبتي في الانسحاب من رئاسة الملعب التونسي لأنني اكتشفت «تخاذلا» من قبل بعض أعضاء الهيئة المديرة الحالية كما أن بعض الأطراف حاولت الاساءة الى شخصي بطرق غير حضارية كالشتم... ولكن سرعان ما عدلت عن قراري خدمة لمصلحة الفريق ولأنه لا يوجد حسب اعتقادي اي شخص في الوقت الراهن قادر على تحقيق نتائج أفضل من التي قامت بها الإدارة الحالية وشخصيا لا أعرف ما يخفيه لنا المستقبل اذ أنه من غير المستبعد ان ينجح نادينا في تحقيق نتائج جيدة في الموسم الجديد وهو ما قد يحفزنا على الترشح مجددا لرئاسة الفريق بمجرد نهاية مدتنا النيابية نهاية الموسم الرياضي الجديد.
لماذا لم تحاول اقناع الأطراف التي تدين بالولاء للبقلاوة بمساعدة الهيئة الحالية عوضا عن عقد اجتماعات جانبية والتخطيط عن بعد لما سيحدث في الفريق؟
شخصيا أحاول أن أكون على اتصال دائم بجميع الأطراف المحسوبة على نادينا لاقتناعنا بأن الفريق في حاجة الى مجهودات جميع أبنائه لكن لا يمكننا اجبار اي شخص على مساعدة الفريق.
لو تطلعنا على بعض التفاصيل التي حدثت اثناء مباراة فريقكم ضد الترجي الرياضي، حيث علمنا ان بعض الأطراف عملت على اسقاطكم بالضربة القاضية أمام بطل تونس، لمهاجمتكم؟
لقد أثبت فريقنا أنه من الأندية التي بإمكانها اضفاء نكهة خاصة جدا على البطولة المحلية اذ ان نادينا لم يقدم مردودا رائعا خلال الفترة الأخيرة من البطولة فحسب ولكن أكد للجميع انه من طينة «الكبار» حيث احترم ميثاق الرياضي وهزم مستقبل قابس في عقر داره ثم أطاح بالترجي الرياضي وحقق انتصارا كان طعمه خاصا جدّا لعدة اعتبارات منها أنه جاء على حساب بطل تونس وكذلك لأننا كذبنا كل التوقعات التي كانت تؤكد اننا سننهزم ضد الترجي كما ان بعض الأطراف كانت تتمنى ان تتعثّر ضد البطل خدمة لأغراض معيّنة.
تشير بعض المعطيات الى ان العلاقة القائمة بينكم وبين إدارة الترجي الرياضي توترت خلال الفترة الماضية وتحديدا منذ تحول المهاجم الايفواري «ليبري» من الترجي الى صفاقس عوضا عن التحاقه ب «البقلاوة» فما صحة هذه المعلومات؟
أبدا إذ أؤكد ان علاقتنا مع الترجي الرياضي متميّزة جدّا بل أشير الى أن حمدي المدب دعّم «البقلاوة» من خلال بعض عقود الاشهار وهي مناسبة لأشكره على ذلك أما بخصوص «ليبري» فإن إدارة الترجي وافقت على تسريحه لنادينا ولكن اللاعب رفض ذلك وهو ما جعل الصفقة تسقط في الماء.
نبقى مع المسائل الفنية، فقد علمنا ان غازي الغرايري وضع بعض الشروط لمواصلة المشوار مع «البقلاوة» فلو توضح لنا هذا الأمر؟
أؤكد في البداية ان الغرايري أثبت للجميع انه مدرب ممتاز فنيا وأخلاقيا بدليل أنه ترفع عن الحديث عن المسائل المالية ولم يطالب حاليا إلا بتوفير ممهدات النجاح كتسديد جرايات اللاعبين في الموعد المحدد وتوفير التأطير الضروري لفريق الأكابر وهو ما استجابت له إدارة «البقلاوة».
عبّرتم في وقت سابق عن احتجاجكم على التقسيم الجديد للبطولة فهل تفسّر لنا موقفكم من هذا الأمر؟
قدمنا بعض التحفظات على التقسيم الجديد لأنه سيؤدي الى تكبّد مصاريف إضافية جراء التنقلات ولكن أظن ان القرعة كانت مقبولة.
سبق أن اشتغلت في فرع كرة اليد بالملعب التونسي، فهل تعتقد أن إدارتكم ستتمكن من إعادته الى مداره الطبيعي وهو الذي تخرجت منه أسماء معروفة مثل رياض الصانع وصلاح دقاش وعبد الكريم بوجمعة؟
أعترف بأن هذا الفرع يمرّ حاليا بعدة صعوبات لكن سارعنا باتخاذ جملة من الاجراءات للنهوض به شأنه في ذلك شأن فرع الشبان في فرع كرة القدم.
هل ان لسعد المغيربي سيعود مجددا الى الفريق خلال الأيام القادمة؟
لسعد سليل عائلة رياضية أعطت الكثير للبقلاوة وهو ابن النادي وقد يكون أخذ قسطا من الراحة فحسب قبل ان يعود لمواصلة عمله صلب «البقلاوة».
نترك لك كلمة الختام... فماذا تقول؟
أؤكد أن «البقلاوة» تراث وطني ينبغي المحافظة عليه وأشير الى أننا سنعمل على تحقيق النجاحات مع النادي خلال الموسم القادم وأظن ان الفريق سيظل دائما في حاجة الى مساندة جماهيره المنتشرة في كامل أنحاء الجمهورية.
