تعتمد الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بالقصرين على محطة ضخ للمياه الصالحة للشراب تعمل بصفة آلية وتتميز بحماية محكمة لكنها ورغم هذه الخصائص تتعرض من حين الى آخر إلى السرقة والنهب والتخريب ولئن كانت تشمل هذه التجاوزات قنواتها كمحطات الضخ بحي الكرمة أو تلك الموجودة بفريانة والتي عمد بعض الشباب خلال الصائفة الماضية إلى إحداث ثقوب بالغة بقنواتها على مستوى الوادي بغية الاستحمام وربما السباحة. فقد تفاقم خطر هذه التجاوزات خلال الأيام الأخيرة وبات ينذر بنتائج قد تصل إلى الاضطراب في توزيع مياه الشرب أو حتى انقطاعها المفاجئ خاصةً على مستوى القصرين المركزية وهو ما يستوجب من المصالح المختصة التدخل العاجل والناجع. «الشروق» زارت مقر الشركة وحاورت السيد الصغير الدبابي رئيس الاقليم عن أسباب ونتائج هذه الأخطار المحدقة بمحطة الضخ فأفادنا بالمعطيات التالية: خلال الأيام الأخيرة تعرضت محطة الضخ بالزهور إلى الخلع حيث عمد مجهولون إلى تخريب لوحتها الكهربائية الالية وقاموا بسرقة اسلاكها النحاسية والتي يبلغ طولها (20 م) وقد سجلت المصالح الأمنية التي عاينت ذلك ضدهم. كما بين رئيس الاقليم أن هذا الفعل المشين له سلبياته العديدة فقد يحدث اضطرابا في توزيع مياه الشرب بل قد يصل إلى الانقطاع إذا مس بقية المحطات الاخرى لذلك فهو يدعو إلى المحافظة عليها باعتبارها مكسبا وطنيا مشيرا إلى جسامة الخسائر التي تتكبدها الشركة والتي كانت تتدخل بالإصلاح وإعادة التهيئة بصفة حينية رغم تكرر هذه العمليات التخريبية وفي مواقع مختلفة. رئيس الاقليم يعول على وعي المواطن ليساهم بدوره في حماية هذه الثروة الوطنية فتنعمه بالماء الصالح للشراب حتى إبان ثورة الكرامة وقد حرصت الشركة على تصعيد نسق عملها متحدية كل المخاطر من أجل تمكين كامل ولاية القصرين من الماء الصالح للشراب وهي لم تشهد انقطاع هذه النعمة أو حتى الاضطرابات كما بين السيد الدبابي أن مصالح الشركة كانت تعمل على حمايتها خلال تلك المرحلة من النهب والحرق والإتلاف رغم الافتقاد الى الأمن مشكلين دروعا بشرية في العديد من الأحيان. ولأن الثورة تثمن التضحيات فإن كلمة الشكر للسيد رئيس الاقليم وإلى كافة مصالح الشركة واجبة وقد تبرز خاصةً من خلال حرص المواطن على حماية هذه المؤسسة التي لم تدخر جهدا في تحقيق أهم مطالبه ألا وهو الماء رمز حياته فكانت مساهمتها في ثورة الكرامة بولاية القصرين نبيلة الأهداف جلية النتائج. وقد تصاعد عدد مشتركيها بعد الثورة بشكل كبير وهو ما يفسر بدوره نجاح تخطيطها ورفعة مساعيها. أفلا تستحق هذه الشركة باعتبارها مكسبا وطنيا الحماية والمحافظة على ممتلكاتها والتشجيع تدعيما لمجهوداتها وتثمينا لغاياتها ؟