تقرر تعليق إضراب البريد اليوم بكل المكاتب في كامل تراب الجمهورية ويأتي هذا التعليق بعد جلسة مطولة انعقدت بعد ظهر أمس بين الأطراف النقابية وعدد من الوزارات تقرر على اثرها تعليق الاضراب في يومه الثاني وعودة البريديين إلى العمل وستعقد جلسة تفاوض أخرى في بداية شهر نوفمبر القادم يتم فيها الرد على مطالب جامعة البريد والاتصالات بالاتحاد العام التونسي للشغل.وهوا إضراب سببه حسب البريديين سلطة الاشراف التفاعل مع مطالبهم المتمثلة أساسا في تسديد الشغورات ونقص الأعوان ومراجعة منحة التحفيز واعطاء الاولوية في الانتداب لأبناء البريديين وخاصة الحالات الاجتماعية القاهرة وفتح ملفات الفساد ومحاسبة المفسدين (ملف الانتدابات والتسميات والصفقات العمومية والسيارات) والتعجيل بالدخول في المفاوضات الاجتماعية بغاية تحسين المقدرة الشرائية المتدهورة الى جانب المطالبة بتسوية الحقوق المتخلدة بفائدة كافة الأعوان بعنوان الرخص السنوية 2007 2008 2009 والقطع النهائي مع عقود المناولة في علاقة بأنشطة الترحيل والتي تكلف المؤسسة أموالا طائلة والإلتزام بالاتفاقيات المبرمة في علاقة بمناولة الحراسة والتنظيف مع تسوية وضعية البعض ممن يشتغلون في أماكن قارة وتمثيل الطرف الاجتماعي بمجلس الادارة لإضفاء الشفافية في كل المراحل (التسميات والخطط والتصورات..) على غرار عديد القطاعات الاخرى مع ضرورة احترام الاتفاق المبرم بتاريخ 22 فيفري 2011 و16 أفريل 2012 الذي يهدف الى خلق مناخ جديد يعتمد مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية واضفاء الشفافية في التسميات والتعيينات والخطط الوظيفية ككل عبر مقاييس موضوعية يكون الطرف النقابي شريكا فاعلا فيها.
مختلف هذه المطالب رفعها أمس أعوان البريد الذين توافدوا على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في وقفة احتجاجية أرادوا من خلالها التنديد «بتعمد» سلطة الاشراف تجاهل مطالبهم وبفشل كل سبل التفاوض حين أكد ساسي بن سعيد عضو اللجنة القطاعية للبريد أن فشل المفاوضات خلال الجلسة الصلحية المراد منه ربح الوقت عبر تسويف مطالب البريد اعتمادا على الوعود التي لا جدوى منها. وأضاف ان الادارة ساعية الى التفويت في بعض الخدمات عبر سياسة الافراق. كما ان سلطة الاشراف تسعى الى إفشال المفاوضات للضغط على المؤسسة وتشويهها عبر مواقف لا تنسجم حتى مع الإدارة العامة للبريد. وأبدى ساسي بن سعيد استعداد أبناء القطاع للتحاور من جديد في صورة وجود بوادر للدخول في مفاوضات جدية مهددا بالتصعيد في صورة غياب ذلك.
ومن جانبه صرّح منصف العمري عضو اللجنة القطاعية انه رغم فشل الجلسة الصلحية فإنهم متمسكون بكل مطالبهم المزمنة ومستعدون لمواصلة التفاوض من أجلها وإيجاد اتفاق يحقق مطالبهم المرفوعة بعيدا عن الاحتقان والتشنّج مراعاة لمصالح القطاع وأعوانه.وأكد منصف العمري ان الاضراب حقق نسبة نجاح كبيرة جدّا في كافة ولايات الجمهورية.