كثر الكلام، مؤخرا، في عاصمة الحبوب ماطر من ولاية بنزرت، عن قطاع الصحة الذي أضحى محل استياء المواطنين، لاسيما في ظل الكثافة السكانية التي في المنطقة.هذه الكثافة يقابلها نقص فادح في الهياكل والتجهيزات وكذا التأطير البعيد عن تطلعات أكثر من خمسين الف ساكن. وأمام التداعيات الخطيرة التي بات يفرزها هذا الواقع، قامت «الشروق» باستطلاع لكشف جوانب هذه القضية، فوقفت على العديد من المظاهر التي تؤكد الواقع المر لهذا القطاع الحيوي. وخلال جولة ل«الشروق» قادتنا إلى المستوصف، وقفنا على والوضعية الخطيرة التي يستقبل فيها المرضى، والتي تهددهم بمخاطر كثيرة، بسبب انعدام النظافة ، التي صارت شبحا يرعب المرضى ومرافقيهم وعدم وجود قاعة انتظار تليق بكرامة المواطن، حيث تجد الشيخ المسن يترقب قدوم الطبيب من الساعات الاولى من الصباح تحت اشعة الشمس صيفا والبرد القارص شتاء ليأتيه الطبيب حوالى العاشرة صباحا. ومن ناحية اخرى يتخبط المرضى وسط معاناة متواصلة، من خلال بحثهم عن الأدوية بعيدا عن مراكز يبدو أنها باتت عاجزة حتى أمام الحالات الاستعجالية، ويضطرون للحصول عليه في غالب الأحيان ولو كلفه الأمر أضعافا مضاعفة من ثمنه الحقيقي، ناهيك عن ندرة أدوية بعض الأمراض. وفي السياق ذاته أكد لنا بعض المواطنين أنهم يقطعون العديد من الكيلومترات قصد الظفر بالعلاج، نظرا لغياب المرافق الصحية القريبة لمقرات سكناهم، حيث أضحى العلاج من الأمور الصعبة ومشروعا يعد له ألف حساب من طرف المواطنين، خاصة بالنسبة للنساء، اللواتي يحتجن وسيلة نقل تضاف إلى قائمة التكاليف. فمتى تقوم وزارة الصحة بزيارة الى ماطر للوقوف على مشاكل المواطنين ؟