الأمطار وحدها غير كافية لموسم فلاحي ذي مردودية مطلوبة، إنما يحتاج الأمر إلى دعم ومساندة للفلاح وإرشاد وبذور. والأهم يحتاج الفلاح الى تذليل الصعوبات وتعريفه بالمستجدات الفنية. ويشتكي الفلاح من عديد النقائص. في اطار الاستعداد للموسم الفلاحي الحالي تم عقد جلسة عمل بمقر الولاية لتدارس الإشكاليات المطروحة والحلول الكفيلة بإنجاح الموسم ولتقليص الصعوبات التي اعترضت الفلاحين وتجاوز عراقيل الموسم الفارط بإشراف والي الجهة وبحضور كل الأطراف المعنية بالشأن الفلاحي بولاية القيروان والسادة المعتمدين واتحاد الفلاحين.
بعد افتتاح الجلسة من قبل والي الجهة الذي اكد على ضرورة الاستعداد اللازم لنجاح الموسم الفلاحي المقبل ومعالجة للصعوبات، قدّم مندوب الفلاحة لمحة عن الموسم الفلاحي الفارط وأشار الى أنه تم إنتاج حوالي 2 مليون قنطار من الحبوب منها 969 الف قنطار من القمح الصلب ومليون قنطار من الشعير بمساحة تقدر ب139 الف هك منها 20 الف هك مروية والباقي مطرية ورغم هذه الكمية إلا ان الإنتاج لم يكن في المستوى المأمول.
اما التجميع فكان ب393 الف قنطار فقط والباقي التجأ الفلاحون بنقله الى احدى الدواوين للولايات المجاورة بسبب تواجد مخزن تجميع وحيد بزعفرانة بالقيروان الجنوبية. اما البذور الممتازة المتوفرة فقدرت ب20 الف قنطار من طرف الشركة التعاونية للبذور والمشاتل الممتازة التي أنتجها المركب الفلاحي والصناعي بالعلم، أما انتاج الزيتون للموسم الفلاحي 2011/2012 فقدر ب 124 الف زيتون الزيت أي 27 الف طن زيت مقابل 80 الف طن من زيتون الزيت خلال الموسم الفارط.. عند فتح باب النقاش لخص أهل الاختصاص الإشكاليات في الحاجيات الى بذور الحبوب وقالوا إنها غير كافية وهي مقدرة بحوالي 16 الف قنطار. وكذلك حاجيات الأسمدة غير كافية والمقدرة بنحو 7000 طن من مختلف الأسمدة للموسم 2012/2013.
تخوّفات
من الإشكاليات المطروحة خلال الموسم الفلاحي الفارط والتي كانت عائقا أمام المردودية كما وكيفا ذكر منها المولدي الرمضاني رئيس اتحاد الفلاحين هي التأخير في إسناد القروض الموسمية ومشكلة وسائل النقل للعمال خاصة في موسم الطماطم والفلفل واضطرار الفلاحين إلى نقلهم عبر وسائل نقل غير ملائمة وغير قانونية وتعرض الفلاحين للمخالفات والمحاضر المرورية. كما أشار إلى مشكلة تجميع الحبوب حيث ينتظر الفلاحون لأيام أمام الديوان مضيفا أن حوالي 30 بالمائة من الطماطم لم يتم تحويلها للمعامل نتيجة قلة وسائل النقل والعمال أيضا.
وابدى تخوفه من عدم توفر اليد العاملة لجني صابة الزيتون لهذا الموسم وطالب بتوفير البذور والمشاتل والأدوية ومراجعة أسعارها أيضا خاصة أسعار العلف المشط. كما تحدث عن نقص في أعوان الإرشاد الميداني وتعديل الآلات الفلاحية وضعف الإمكانيات المالية المخصصة لصيانة المسالك الفلاحية بالمناطق الوعرة وانتقد بشدة العدد المصرح به للحملات الإرشادية والإعلامية وأكد انه عدد وهمي وغير صحيح باعتبار تشكيات الفلاحين خاصة الصغار منهم لعدم وصول هذه الحملات.
وضع صحي
كما خصصت الجلسة للنظر في مشكلة الوضع الصحي للحيوانات أبرزها كانت لداء الكلب. فبالرغم من ان برنامج تلقيح الكلاب ضد هذا الداء يبلغ حوالي 24 الف راس الا ان مقاومة الكلاب السائبة والتي يفوق عددها 15 ألفا يبقى نقطة ضعف. وسجلت حالة وفاة لشخص من معتمدية العلا في الموسم الفارط، فالتحكم في البؤر التي ظهرت لم يتم على احسن وجه نظرا للوضع العام بالبلاد وسجلت 22 حالة لداء الكلب لسنة 2011 و14 حالة لسنة 2012 لحد موفى شهر أوت.
ومن المقترحات المطروحة العمل لإنجاح الموسم الفلاحي الحالي إسناد القرض الموسمي في الوقت المناسب وهي مقدرة ب40 الف دينار وتكثيف مراقبة جودة البذور بكامل مراكز البيع بالجهة ودعوة الفلاحين لتقديم طلباتهم الرسمية من البذور إلى المزودين وتكوين الفنيين والفلاحين في تعديل الآلات الفلاحية ومعاينة مبكرة لمدى تأهيل المراكز واستعدادها للنشاط في مجالي توفير مستلزمات الإنتاج وتجميع الصابة وخزنها في ظروف مناسبة واهم مشكل بقي عالقا هو عدم إحداث مخازن للحبوب بالقيروان كما يحتاج الفلاح أيضا لمزيد الإرشاد والتوعية وحصص تطبيقية وزيارات ميدانية اكثر.
أما في ما يخص تسعيرة الطماطم للموسم الفلاحي 2011/2012 وهي من أبرز مشاغل الفلاحين هذه الأيام اكد رئيس اتحاد الفلاحين انه فعلا تمت الزيادة والمقدرة ب15 مليم للكلغ وسيتم قريبا نشرها بالرائد الرسمي، وهذا ما اعلنه وزير الفلاحة خلال الملتقى الصحفي وهو ما عطل عدم خلاص الفلاحين من المعامل في انتظار هذه الزيادة المرتقبة.