التوظيف يصبح سيئا عندما يتم لأغراض سيئة اي توظيف احتجاجات مثلا لأغراض أخرى وهو مدان لكن الاقرار بالمطالب الاجتماعية والاعتراف بوجود أزمات من بطالة وغيرها لا يمكن ان يكون توظيفا سيئا لها وانما هو من صميم العمل السياسي. أيضا الناس في بعض القطاعات ليس مطلوب منهم التصرف كما تريد الحكومة فهم يتصرفون حسب ما يرونه صائبا المشكل في ان التوظيف أصبح عكسيا حيث ترفض الحكومة كل التحركات وتقول انها تحركات مفتعلة من اليمين او اليسار وبالتالي تظلم المحتجين مرتين الاولى ان لا تستمع لمطالبهم والثانية معاملتهم على انهم ليسوا اصحاب حق وكأن تلك التحركات غير موضوعية وتقول انه هناك توظيف المرة الماضية والي سيدي بوزيد قال ان رئيس حزب جاء وحرك الناس وكأن الناس قصر لينتظروا ان يأتيهم عثمان بالحاج عمر ليحركهم.
اليوم لا ارى توظيفا على الاقل في احزاب الجبهة الشعبية لكن بعض الاطراف قد توظف خاصة وان الحكومة لم تقصر وألّبت كل القطاعات ضدها وعندما تذهب الاحزاب للقيام بدورها وتسجيل الأخطاء وتسعى الى محاسبة الحكومة دون تضخيم يقال انهم يوظفون تلك الاحتجاجات.
الحكومة وصلت حد عدم المبالاة بإضراب النواب نحن لا نستغل الاحتجاجات وانما من حقنا بل واجبنا ان نعبر عن مساندتنا لكن الحكومة هي من يصنع تلك الدوامة السياسية والاعلامية وعليها ان تكون في مستوى المسؤولية الوعود التي قطعتها فالشعب ليس قاصرا لنغرر به ولن يجد الناس ما يسجلونه عليك.
هناك نوع من الوعي لدى كل الأحزاب بأن البلاد في وضع صعب وان مصالح الشعب لا يجب ان تدخل في الحراك السياسي وننصح المناضلين ان يتدخلوا بأشكال سلمية ونعمل على ذلك لكن الحكومة هي مكن اعادة الجو العام الى تلك الحالة فرئيس الحكومة في حواره الأخير لم يقدم أي شيء حول الاوضاع الاجتماعية والبطالة بل انه خرج من هناك ليهاجم عدد من الاحزاب.
انا لا اعتقد انه هناك توظيف يستهدف الترويكا وانما هناك توظيف من الترويكا حيث تجعل من المطالبين بحقوقهم اناسا غير وطنيين ويعرقلون تقدمها كما انها وظفت السلفيين لفرض سلوك اجتماعي معين كما وظفت هياكل الدولة بالتعيينات، الترويكا ترى ان حظوظها تتراجع وربما لا تجد الاغلبية في المستقبل هم واعون بذلك ويسعون الى السيطرة على مفاصل الدولة لتوظيفها مثلا عندما نشاهد القناة الوطنية نجد انها عادت كما كانت.