عرف الموسم السياحي لهذه السنة انتعاشة مقارنة بموسم 2011 وقارب عدد الليالي المقضاة فيه وعدد الوافدين مؤشرات موسم 2010 وتتطلع مختلف الأطراف إلى الحفاظ على هذا المستوى ودعمه خلال الموسم المقبل خصوصا إذا توفرت الظروف الأمنية الملائمة. ظروف هذا الموسم وخصائصه وصورة تونس في عيون السياح ومن خلال وسائل إعلام بلدانهم، كانت محاور تحقيق «الشروق» من خلال لقائها بالعديد من الأطراف ذات العلاقة بالشأن السياحي والذين أجمعوا على هذه الانتعاشة قياسا بطبيعة المرحلة. المندوب الجهوي للسياحة بسوسة فؤاد الواد أكّد أن «التونسيين احتلوا المرتبة الأولى في عدد الوافدين ولكن بنسبة ضعيفة من الليالي المقضّاة اعتبارا للإمكانيات المادية للتونسي، فيما احتل الإنقليز المرتبة الأولى من حيث عدد الليالي المقضاة» مضيفا أنّ «الوضع السياحي ليس منفصلا عن القطاعات الأخرى ويتأثر بدوره بالعديد من المعطيات ولقد تحسنت المؤشرات مقارنة بسنة 2011 ونطمح إلى استقرارها واسترجاع ازدهارها في الموسم القادم». واعتبر الواد أنّ «التراجع الحاصل عموما مقارنة بسنة 2010 يبقى مفهوما لطبيعة الأوضاع التي تمرّ بها بلادنا ومرتبطا بتحسين صورة البلاد عموما في نظر السائح الذي لا يزال يحمل بعض الأحكام المسقطة والتي للأسف تدعمها بعض وسائل إعلامنا والشبكات الإلكترونية ولابد من تضافر كل الجهود لترسيخ صورة إيجابية عن تونس حتى يأتي السائح في كنف الأمان والطمأنينة». وأشار المندوب الجهوي للسياحة بسوسة إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة شكوى من أي سائح طوال تسع أشهر ورغم الاعتصامات الحاصلة لم نسجل أي حادث اعتداء وهذا يحسب للأوضاع الأمنية التي تعيشها الجهة وحالة الاستقرار عموما». وحول نوعية السياح أوضح المندوب أنّ «النوعية ليست مرتبطة بالفندق فحسب بل بمختلف الأماكن والمرافق التي يرتادها السائح فهناك عمل كبير لابد من القيام به على هذا المستوى» . أبدى جميع السياح الذين استجوبناهم إعجابهم بتونس حيث أكدت «قالينا» التي زارت تونس قبل الثورة وبعدها أنها لم تلاحظ فوارق مضيفة «سحرني جمال تونس لذلك عدت مرة أخرى والأجواء ممتازة ومريحة ووجدت كل القبول والترحاب أما الأمور السياسية فلا أريد الخوض فيها وأكتفي بالقول إن التلفزة الروسية أخافت البعض من خلال ما تمرّره من أشياء سلبية حول المسلمين داعية المواطنين هنا إلى عدم الذهاب إلى تونس زاعمة وجود مشاكل وصراعات ولكني شخصيا ومثل الكثيرين لم أتأثر بذلك وعندما زرت تونس الآن لم ألاحظ أي مشاكل بل بالعكس هناك استقرار وأمان». وأبدت «يان» شدّة إعجابها بتونس مؤكدة عزمها على قضاء مدة أطول فيما اعتبرت «ألينا» و«يانا» أن «تونس بلد مهم جدا في السياحة بما تتمتع به من مكونات لم تتأثر بالثورة رغم تمرير بعض الأشياء في بعض وسائل الإعلام العالمية التي جعلت البعض يحترز ويفكر قبل زيارة تونس». وعلقت «أدميرا» بالقول «كل شيء أعجبني في تونس وفي بلد مثل هذا لا يمكن أن أتصوّر أن يعيش أشخاص سيئون... لا أخاف شيئا فالذي سيحصل لي من صنيع الأقدار سيحدث لي في تونس أو حتى وأنا قابعة في منزلي مهما كان ما تروجه وسائل الإعلام». في المقابل أكدت «ماريا» أنها تصدق وسائل الإعلام وتسعى إلى اتباع الحذر ولم تلاحظ أي مشاكل في تونس رغم أن مدة يومين لا تسمح لها بالاطلاع بدقة على حقيقة الوضع»، أما السيدة «تانيا» فقد كانت لها العديد من الزيارات إلى تونس وأثنت على الشعب التونسي وهو الذي جعلها حسب تقديرها تعود إلى تونس في العديد من الزيارات مثمنة المواصفات السياحية لتونس. من جانبه اعتبر سفيان الفرادي مدير نزل «قصر الشرق» بسوسة أن الثورة شكّلت عملية إشهار وتسويق كبرى لتونس في العالم واصفا الموسم السياحي بأنه «جيد حيث حققنا تقريبا نفس أرقام موسم 2010 وحافظنا على نفس نوعية السياح مع نقص في السوق الفرنسية والألمانية والإنقليزية إضافة إلى تكاثر توافد عدد سياح سوق أوروبا الشرقية». وأوضح أنّ دول أوروبا الغربية هي التي تتأثر عادة ببعض الأوضاع الأمنية عكس بلدان أوروبا الشرقية المتعودين بالثورات ونحن في سوسة لم نسجل أي اضطرابات أثرت بالسلب على السياحة، فخلال ثلاثة أشهر(جولية، أوت وسبتمبر) فاق عدد الليالي المقضاة في نزلنا الخمسين ألف ليلة وهو عدد نعتبره جيدا ومؤشرات الموسم القادم ستحدده الظروف الأمنية للبلاد». وأكّد جمال العريبي وهو صاحب وكالة أسفار دولية أن الموسم السياحي 2012 كان أفضل من موسم 2010 بسبب حملات التسويق الإيجابية للسياحة التونسية ومختلف الحفلات والتظاهرات التنشيطية التي تحرص وكالته على تنظيمها في تونس لفائدة زبائنها. وأضاف العريبي «لو يلتف الكل من أجل مصلحة تونس ويتوقف البعض عن حملات التشويه لبلدهم فسترجع السياحة في تونس إلى أحسن ممّا كانت عليه» . تحقيق رضوان شبيل