تعتبر السياحة المتنفس الأكبر لأبناء مدينتي نابل والحمامات وزوارهما من الداخل والخارج، فهي توفر حوالي ثمانين ألف موطن شغل مباشر وغير مباشر كما أنها تمثل مقصدا للسياح من جل أصقاع العالم كما تعد السياحة الشريان الحيوي للاقتصاد الوطني. لتسليط الضوء على استعدادات المدينتين للموسم السياحي المقبل على الأبواب والوقوف على التحديات التي تنتظرها اتصلنا بمندوب السياحة بنابل والحمامات السيد محمد الناصر العريبي وأجرينا معه الحوار التالي:
لو تقيّم لنا في البداية الموسم السياحي الفارط:
بالتأكيد كان موسما استثنائيا بكل المقاييس، فبالرغم من أن الثورة المجيدة اندلعت في بداية سنة 2011 والتي تتزامن مع فصل الشتاء إلا أن الأحداث تطورت فعاشت المنطقة اضطرابات وانفلاتات أمنية أثرت بصفة مباشرة على توافد السياح، حيث سجلنا انخفاضا في بعض المؤشرات مقارنة بسنة 2010 من ذلك تقلص في عدد الليالي المقضاة بحوالي 42% وعدد السياح الوافدين بحوالي 27%، لكن في المقابل نشطت السياحة الداخلية بفضل المجهودات التي تم بذلها آنذاك من أجل تشجيع التونسيين على الإقبال على المنتوجات السياحية حيث تم تسجيل زيادة بحوالي 70 ألف سائح تونسي مقارنة بالسنة التي سبقتها ونفس الشيء لليالي المقضاة التي شهدت ارتفاعا بحوالي 130 ألف ليلة إضافية.
كيف كانت استعداداتكم لإنجاح الموسم السياحي الحالي ؟
في الحقيقة الاستعدادات كانت منذ بداية السنة تجنبا لكل ما من شأنه أن يجانب طموحاتنا المسطرة مسبقا ولتعويض ما تم خسارته أثناء السنة الفارطة. ومن أجل إنجاح الموسم السياحي الصيفي خاصة الذي يمثل فترة الذروة بالنسبة للسياحة ببلادنا قامت اللجان الفنية التي أنشئت للغرض كل حسب اختصاصها في مراقبة الوحدات السياحية من حيث جودة خدماتها ومراقبة المحيط الطبيعي كالنظافة وصيانة البنية التحتية والممرات المؤدية للبحر ونظافة الشواطئ. هذا بالإضافة إلى عقد العديد من الاجتماعات صلب مقر الولاية لتحسيس جميع الأطراف المتدخلة لإنجاح الموسم السياحي، هذا وتم التنسيق مع الوحدات الأمنية من أجل تخصيص فريق أمني لتوفير الحماية الضرورية للسياح من كل المظاهر السلبية كالسرقة.
وفي جانب آخر قمنا بتحسيس الوحدات السياحية بالعناية أكثر بالجانب الجمالي والوقوف على الإخلالات التي من شأنها أن تؤثر على جودة الخدمات خاصة فيما يتعلق بالصيانة. ولقد كانت مشاركاتنا المتتالية ببعض المعارض والصالونات الدولية في المجال السياحي والحرف والصناعات التقليدية الأثر والصدى الطيب لدى الأجانب وساهم في التعريف ببلادنا وبمنتوجاتها السياحية.
هل لديكم مؤشرات واضحة حول نجاح الموسم السياحي من عدمه؟
الاستقرار الأمني الذي تشهده حاليا جل مدن الولاية والبلاد بصفة عامة قد يساهم في عودة الثقة للسائح ويشجعه على القدوم، كما أن بعض المؤشرات الأخرى كبداية توافد بعض السياح خلال هذه الفترة وتحسن الظروف المناخية وتحسن الخدمات وبداية وضوح المشهد السياسي للبلاد كلها عوامل مشجعة صراحة ويجعلنا نتفاءل خيرا بموسم سياحي سيكون من المؤكد أفضل من سابقه على جميع المستويات. كما أن المعلومات الواردة علينا من أصحاب المهنة وممثلي ديوان السياحة بالخارج تدل على انفراج قريب على هذا الصعيد، وما يجعلنا مطمئنين أكثر فأكثر عدد الحجوزات المسجلة بالنقل الجوي، دون أن ننسى المجهودات التي قامت بها الجهات الحكومية للترويج للسياحة في الخارج وكسب أسواق جديدة مثل دول الخليج.
هل لديكم اقتراحات لتأكيد النجاح؟
أود أن أشكر جل العاملين في القطاع السياحي على وقوفهم مع مؤسساتهم السياحية عقب الثورة بالرغم من أنهم لاقوا الكثير من المصاعب جراء الأزمة الخانقة التي عاشتها أغلب الوحدات السياحية، وقد يكون إمضاء اتفاق الزيادة في أجورهم مؤخرا حافزا لهم لمزيد البذل والعطاء. ولتدارك النقص الحاصل في عدد السياح ومزيد دعم وتحسين مردودية القطاع السياحي يجب توفر إرادة قوية ووقوف كل الأطراف وقفة حازمة لإسداء خدمات ذات جودة ولإظهار صورة تونسالجديدة أمام العالم. كما أقترح العمل على تنويع المنتوج السياحي كدعم السياحة الثقافية والسياحة الإستشفائية والصحية والسياحة الرياضية والبيئية وذلك للحد من موسمية القطاع وضمان ديمومته.