يتمثل جديد موسم الحج لهذه السنة بالخصوص في استعادة مخيمات منى وعرفات المألوفة بالنسبة إلى الحجيج التونسيين وتقسيم الحجاج إلى مجموعات يتولى تسيير أمورهم مرشد ديني كفء إلى جانب كراء عمارات تبعد ما بين 400 و900 متر عن الحرم الشريف. ذلك ما أعلنه وزير الشؤون الدينية العروسي الميزوري خلال لقاء صحفي انعقد صباح أمس الجمعة بمقر الوزارة مبرزا ان هذه السنة تتميز بالترفيع في حصة الحجيج إلى 10 و347 حاجا مقابل 9 آلاف حاج بالنسبة إلى موسم السنة الفارطة. وأضاف ان جديد موسم الحج لهذه السنة يتمثل ايضا فى تمكين حاج من هاتف خلوي سعودي ليحتفظ رئيس كل مجموعة بأرقام هواتف الحجيج التابعين له من اجل تيسير الاتصال بهم والحيلولة دون ضياعهم. وأشار إلى اعتماد الرد الواحد وفق المصطلح المعمول به فى الخليج العربي والذي يعني ان الحافلة التي تقل الحجيج التونسيين لاداء مناسكهم تبقى على ذمتهم لتؤمن لهم عملية الذهاب والاياب. واوضح فى السياق ذاته انه تم الاتفاق مع الطرف السعودي على عدم منح تأشيرات مجاملة وذلك بهدف القضاء على ظاهرة الاكتظاظ بالمخيمات. وفى ما يتعلق بعملية الفرز أبرز الوزير انها تمت في ظروف شفافة وفق مقاييس موضوعية «لاول مرة في تاريخ الحج في تونس» حيث تم تشريك الوعاظ الجهويين والمحليين ودعوة كل المترشحين للحج الى حضور عملية الفرز كشهود عيان مشيرا في هذا الصدد الى تكوين لجنة متابعة لتقصي الحقائق وقبول الشكاوى والتثبت منها. وابرز من جهة اخرى الحرص على تيسير اداء مناسك الحج بالنسبة إلى الوضعيات الخاصة والملحة للحجيج المحتاجين الى مرافقة الى جانب القيام بزيارات ميدانية الى اقليم الشمال والجنوب قصد الاطلاع على جميع مراحل العمل والتشاور مع الوعاظ في الغرض. وبعد ان اشار الى ما تلقاه المرافقون والمرشدون والمرشدات من تكوين لحسن تأطير الحجيج ومساعدتهم والسهر على سلامتهم بين العروسي الميزوري ان عدد المرشدين الدينيين قد بلغ هذه السنة 94 مرشدا فيما ارتفع عدد المرافقين الى 203 مرافقين. وتطرق الوزير الى جهود الوزارة لتأمين الجوانب الصحية وتوعية الحجيج وتأطيرهم وما تضطلع به وسائل الاعلام من دور في الغرض. وقد تم خلال اللقاء التاكيد على الجهود التي بذلها عدد من الاطراف المتدخلة لتأمين موسم حج ناجح من بينها شركة الخدمات الوطنية والاقامات التي حرصت على حسن اختيار المرافقين وتأمين الاقامة في الفنادق والمخيمات والنقل للحجيج. على ان هذه الجهود لم تحجب التحديات المطروحة في المجال حيث اعتبر الوزير ان هناك أمورا اجرائية يتعين مزيد اخذها بعين الاعتبار على غرار اعادة النظر في عملية الفرز واخضاعها الى الاعلامية واعتماد طريقة مجموع النقاط المتحصل عليها وتعيين المرشدين والمرافقين قبل ثلاثة او اربعة اشهر من انطلاق الرحلات الى البقاع المقدسة فضلا عن تمكين اطار التأطير من تربصات تكوينية وحتى زيارة البقاع المقدسة قبل انطلاق الرحلات من اجل تهيئتهم من الوجهتين النفسية والعلمية.