أعلنت نهاية أشغال الدورة الأولى للملتقى الاقتصادي الدولي الذي نظمته كل من غرفة التجارة والصناعة لصفاقس والمركز المتوسطي للاستشارات في الأعمال مؤخرا عن حصيلة نتائج ايجابية ستفتح أفاقا جديدة نحو واقع استثماري افضل لجهة صفاقس. الحصيلة الايجابية يمكن معاينتها من خلال مجموعة من النتائج والمؤشرات والفرص التي تم تسجيلها خلال الحصص العلمية ولقاءات الشراكة المنجزة الى جانب المشاركة النوعية لعدد كبير من الخبراء الأجانب وممثلي الهياكل التمويلية الدولية على غرار البنك الأوروبي لاعادة البناء والتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار والشركة المالية الدولية التابعة للبنك الدولي.
هذه النقاط الايجابية لا يمكن ان تحجب بعض الهنات ومواطن الضعف وخاصة ما تعلق منها بالحضور المحتشم لرجال الأعمال وللمؤسسات الاقتصادية وهو ما شكل نقطتي استفهام وتعجب.
ففي باب الفرص المتاحة فإن أشغال الحصص العلمية للمنتدى وحصص الشراكة الفردية سجلت مجموعة من النقاط الايجابية يمكن حوصلتها من ناحية اولى في برمجة بعثة اعمال الى اسبانيا لفائدة مستثمرين تونسيين مختصين في مجال تربية الأحياء المائية من اجل بحث فرص ادراج جهة صفاقسوتونس عموما ضمن شبكة عالمية لمنظومة البحث والتنمية في مجال انتاج سمك التن وترمي هذه المهمة الى فتح افاق جديدة لتصدير التن الى اليابان الذي يعد اول مورد لهذا المنتوج على الصعيد العالمي وتبرز النقطة الايجابية الثانية في الاعداد الحالي لمهمة استكشاف الاسواق الجديدة في مجال تصدير زيت الزيتون وخاصة السوق البرازيلية التي تعد ثالث اكبر مورد لهذه المادة الغذائية.
ومن ناحية ثالثة فإن اقتراح الخبيرة الفرنسية جوال كاربينا لمشروع جامعة دولية للفسفاط تثمن الامكانيات الكبيرة لتونس في مجال صناعة الفسفاط يهدف الى تمكين تونس من اخذ موقع الريادة في انتاج الفسفاط النظيف والحامض الفسفوري المنقى.
ومن النقاط الايجابية الاخرى التي تم تسجيلها يمكن ان نذكر اعلان البنك الاوروبي للاستثمار عن انجاز دراسة جدوى اقتصادية لمشروع الطريق السيارة القصرينسيدي بوزيدقفصة الذي يفترض ان يتم ربطه بالطريق السيارة التي تربط صفاقس بالشمال والجنوب خاصة وان الجهة تستعد لانجاز مستشفى جامعي جديد وتتوفر بها منظومة استشفائية خاصة متطورة جدا أصبحت مقصد طالبي الاستشفاء من الولايات الداخلية.
كما كشفت سفيرة مالطا بتونس «كريمونا فيكتوريا» عن نية احدى المؤسسات الخاصة المالطية احداث خط بحري يربط مالطا بصفاقس وطرابلس وسيسيليا ويعد هذا المشروع فرصة هامة لتجسيم احد شعارات المنتدى المتمثل في تحقيق الاندماج المتوسطي لصفاقس والجنوب التونسي.
ومن ناحية اخرى اعلن «انطوان كورسال لابروس» ممثل الشركة المالية العالمية التابعة للبنك الدولي عن تمويل خمسة مشاريع تونسية جديدة بالاضافة الى جملة من المشاريع الاستثمارية المتعلقة بمجالات المساعدة الفنية والاستشارات التي تم الشروع فيها منذ جانفي الفارط في مجالات تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة والتمويل الصغير وتبسيط الاجراءات الادارية وتحسين مناخ الاعمال.
كما شهد المنتدى الاقتصادي الدولي الاول اعلان «بورس لايتون» المسؤول رفيع المستوى عن «البنك الاوروبي لاعادة البناء والتنمية وممثله بالنسبة لتونس» عن موافقة البنك لتمويل 30 دراسة قطاعية في مجال المساعدة الفنية لفائدة كل من تونس والاردن ومصر والمغرب وعن تمويل مشروع المؤسسة المالية «تينانفاست» التي سجلت بدورها حضورها في المنتدى.
النجاح المسجل في الدورة الاولى من المنتدى الاقتصادي الدولي «صفاقس في افق 2020» في مستوى فرص الاستثمار المتاحة ونوعية المشاركين والجوانب التنظيمية لا يمكن ان يحجب الضعف المسجل في مستوى مشاركة رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية الوطنية رغم حضورهم المكثف في الحصة الافتتاحية للمنتدى التي اشرف عليها رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر.
هذه النقائص والهفوات المسجلة في الدورة الاولى يقر المنظمون بها مبدين عزمهم على الاستفادة منها وتداركها في الدورة القادمة التي ستحتضنها الجهة ايام 2 و3 و4 اكتوبر 2013 وقد تمت دعوة كل المشاركين في الدورة الاولى.