مثلت التظاهرة الثقافية «عناقيد الإبداع» التي نظمتها جمعية ميثاق مؤخرا بالتعاون مع مندوبية الثقافة متنفسا حقيقيا لمتساكني الجهة وذلك من خلال الفقرات الراقية التي تم تقديمها بما في ذلك سهرة فرقة «أجراس» للأغنية الملتزمة. سجلت هذه السهرة رقما قياسيا من حيث الحضور والذي غصت به قاعة العرض بدار الثقافة ولم يغادر أحد القاعة إلى نهاية العرض. وقد غنت فرقة «أجراس» بقيادة الفنان عادل بوعلاق في بداية العرض أغنية «إني اخترتك يا وطني» تضامنا مع الشعب الفلسطيني فأكد الجمهور الحاضر قوة هذا التضامن من خلال الحماسة التي غنوا بها مع أعضاء الفرقة ومن خلال حفظهم الجيد للأغنية. وتميز هذا العرض في مجمله باختلافه عن باقي الألوان الموسيقية والغنائية والذي فضلا عن كونه غناء ملتزما الا أن قائد الفرقة وهو عازف آلة العود والمؤدي الرئيسي لكل الأغاني عمل على تقديم كل أغنية يغنيها برواية ظروف كتابتها أو المصدر الذي اتخذت منه ومناسبته فكانت سهرة امتزجت فيها الحكاية بالغناء والموسيقى كما كانت للآراء وطرح وجهات النظر حول قضايا العصر ومعاناة الإنسان نصيب مما قدم من الأغاني ذات المستوى الفني الرفيع لحنا وكلمة أضفت على السهرة الكثير من الطرافة والتفرد. وقد استمعت الجماهير الى أشهر الأغاني الملتزمة التي عرفت بها فرقة «أجراس» مثل «سأصير يوما ما أريد» و«يا فقراء العالم اتحدوا» و«نسائم الثلج» للشاعرة التونسية نجاة بن حليمة إلى جانب معزوفات موسيقية رائعة مثل معزوفة «شتات» التي صفق لها الجمهور طويلا كما قام قائد الفرقة بتشريك الأطفال الذين صعدوا على الركح وغنوا معا أغنية «في أيدينا ما يكفينا» لتنتهي السهرة بأجمل أغاني الفنان مارسيل خليفة «منتصب القامة أمشي» والتي غناها الحاضرون وقوفا صحبة الفرقة الموسيقية وأحدثوا داخل القاعة أجواء رائعة انعكست على وجوه الحاضرين من الكبار والصغار فنجحت هذه الفرقة في تقديم سهرة فنية راقية.