رضوان المصمودي (رئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية) مبادراته المتعددة من اجل الحوار ونشر ثقافة الديمقراطية جلبت له احترام مختلف الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية والفكرية، وعززت مصداقيته وقدرته على إدارة الحوارات الناجحة رغم التجاذبات الحادة التي تشهدها البلاد منذ الثورة. مبادرته الأخيرة من أجل دعم السلم الأهلي وحماية الانتقال الديمقراطي من العنف، والتي جمعت شخصيات بارزة من مختلف التيارات، أرسلت رسالة قوية للفاعلين السياسيين ولشركاء تونس بان النخبة التونسية موحدة ضد العنف وانه لا مجال للمزايدة بهذا الموضوع، أو إقحامه في التجاذبات الحزبية أو الفئوية ضيقة الأفق . رضوان المصمودي، برهن ، وخاصة بعد استضافته أمين عام حزب المؤتمر من اجل الجمهورية لإلقاء محاضرة في مركز الإسلام والديمقراطية ، على انه لم يتأثر بعدم مصادقة رئيس الجمهورية على ترشيحه لمنصب سفير تونس في واشنطن، ولم يفقد حماسه للمساهمة في إنجاح الانتقال الديمقراطي، مؤكدا بذلك ما ذكره أكثر من مرة من انه لا يطمح لأي منصب رسمي، وأنّ نضاله من أجل الديمقراطية مسالة مبدئية وليس مطية لتحقيق أهداف سياسية.
أحمد نجيب الشابي (القيادي في الحزب الجمهوري)
تصريحه حول مشاركة عناصر نهضويين في توجيه العمليات الأمنية ، أثارت الاستياء والاستغراب، بالنظر لمكانة الرجل في الساحة السياسية وما يتطلبه ذلك من ضرورة التحلي بالموضوعية والمصداقية في نقد الحكومة. احمد نجيب الشابي غاب طويلا عن الأضواء، ولكن عودته اقترنت بتحركات وتصريحات لم تحقق المطلوب من الناحية الاتصالية، من ذهابه إلى لامبيدوزا إلى موقفه الأخير، مرورا بوصفه المجلس التأسيسي بأنه كان أداة لمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية . على العكس من ذلك قد تكون هذه أثرت سلبا على صورته وشعبيته، وخاصة في ضوء الأداء الهزيل لكتلته في التأسيسي، وانحسار دورها في النقد المتشنج والاستعراضي للحكومة وكتلة النهضة. المتابعون يؤكدون ان «الطموح الرئاسي»، الذي يعتبره البعض سببا لخيبته الانتخابية، أصبح عبءا ثقيلا على القيادي التاريخي البارز، والمعارض الشرس وطويل النفس لبن علي، وأنه مطالب بالفعل بحسم هذا الموضوع والعمل بكل حزم على استعادة حضوره البارز والألمعي في الأشهر الأولى بعد الثورة.